كعادته في اتخاذ المواقف العنترية ثم التراجع والاستجداء، أصدر أردوغان أوامره بمنع اللاجئين من الوصول لأوروبا عبر حدود اليونان وبلغاريا، بعد موقف أوروبي صارم مندد بابتزازه للقارة بورقة اللاجئين، بينما واصل إرسال مرتزقته إلى محرقة ليبيا، حيث أفادت تقارير بمقتل 117 من عناصره في معارك العاصمة الليبية طرابلس، وأعلن الجيش الوطني الليبي، السبت، إسقاط طائرة تركية مسيرة جنوبطرابلس. وفي تراجع عن تهديداته التي أطلقها الأسبوع الماضي، ملوحًا ببحر من اللاجئين نحو الحدود الأوروبية، طلب أردوغان، السبت، من خفر السواحل بمنع المهاجرين في تركيا من عبور بحر إيجه، ونقلت وكالة "الأناضول" الرسمية عن جهاز خفر السواحل قوله إن "أي إذن لن يُعطى للمهاجرين بعبور بحر إيجه لما يتضمنه ذلك من مخاطر، وذلك بأمر من الرئيس التركي". جاء التراجع الأردوغاني بعد سلسلة من التصريحات النارية بفتح الحدود لتدفق اللاجئين من تركيا نحو أوروبا، ما لم يتحمل الاتحاد الأوروبي "أعباء" هؤلاء اللاجئين مع أنقرة، كما أتى التراجع بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مساء الجمعة، أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي أدّى منذ العام 2016 إلى الحد من الهجرة إلى أوروبا بات "ميتًا"، متهما أنقرة ب"المساعدة" في التدفّق المستمر لآلاف المهاجرين على الحدود، وقال ميتسوتاكيس لشبكة "سي إن إن": "الآن، دعونا نكن صادقين، الاتفاق قد مات". إلى ذلك، اعتبر أن تركيا تفعل "عكس" ما التزمت به لناحية إبقاء طالبي اللجوء لديها. وقال "لقد قاموا بشكل منهجي، في البر والبحر على السواء، في مساعدة الناس في جهودهم لعبور الحدود إلى اليونان"، وشدد على أن "تركيا لن تستطع ابتزاز أوروبا بهذه المشكلة". وتابع "لسنا مَن يقوم بتصعيد هذا النزاع، لدينا كل الحق في حماية حدودنا السيادية". يذكر أن صدامات جديدة اندلعت على الحدود اليونانية التركية بين الشرطة اليونانية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة، في وقت حذر الاتحاد الأوروبي اللاجئين من أن أبوابه مغلقة. وفي سياق العدوان الأردوغاني على ليبيا، ارتفع عدد قتلى الفصائل الموالية لتركيا في معارك العاصمة الليبية طرابلس إلى 117، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، وارتفع عدد المرتزقة الذين وصلوا طرابلس إلى نحو 4750 مرتزقا، أما عدد الذين التحقوا بالمعسكرات التركية لتلقي التدريب فبلغ 1900. وكان أردوغان قد أقر مرة جديدة في 22 فبراير الماضي، بوجود قوات تركية في العاصمة الليبية إلى جانب مقاتلين سوريين، من أجل مواجهة الجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر، وقال إن "بلاده تحارب حفتر في ليبيا"، مشيرا إلى سقوط عدد من القتلى في الجانب التركي هناك.