على خطى ألمانيا، ندد المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، اليوم الثلاثاء، بمحاولة تركيا "ابتزاز" الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا. وقال كورتز للصحفيين إن ما حصل يُعد بمثابة "هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان. الناس يُستخدمون للضغط على أوروبا. لا ينبغي أن يكون الاتحاد الأوروبي عرضة للابتزاز". وعود كاذبة إلى ذلك، اتهم كورتز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتضليل اللاجئين من خلال "وعود كاذبة" ونقلهم إلى الحدود اليونانية، من حيث يسعون لدخول أوروبا. واعتبر أن أردوغان يستخدم المهاجرين "سلاحاً" للضغط على الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن "الأمر بمثابة اختبار" للاتحاد الأوروبي بشأن إن كان بإمكانه حماية حدوده الخارجية"، قائلاً إن" النمسا على استعداد لدعم اليونان وأي دول أخرى قد تواجه هجمة من هذا النوع." وتابع: "يمكنني أن أضمن لكم شيئاً واحداً، إذا لم تؤدِ الحدود الخارجية للاتحاد عملها، فلن يعود هناك وجود لأوروبا بدون حدود داخلية، كما هو الحال اليوم". 130 ألفا و469 مهاجرا في المقابل، كشف وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد المهاجرين غير النظاميين، الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان بلغ حتى صباح الثلاثاء، 130 ألف و469 مهاجرا. وقال الوزير التركي في تغريدة على تويتر: "اعتبارا من الساعة 09.15 من صباح الثلاثاء، وصل عدد المهاجرين غير النظاميين، الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان 130 ألف و469 مهاجرا". يذكر أن تركيا أعطت الضوء الأخضر للاجئين والمهاجرين على أراضيها للتحرك باتجاه الاتحاد الأوروبي، متنصلة من اتفاق أبرم في 2016 لاحتواء الهجرة. وبدأ تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، اعتبارا من مساء الخميس الماضي، عقب إعلان أنقرة أنها لن تعيق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا. والسبت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكدا أن تركيا لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة. "لا تستغل اللاجئين" يشار إلى أن موقف النمسا أتى بعد موقف مماثل لألمانيا الاثنين، إذ وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوة تركيا بأنها "غير مقبولة". بدوره، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة مارغريتيس سكيناس إنه لا يمكن لأحد "ابتزاز أو تخويف الاتحاد الأوروبي". وتأتي الخطوة التركية فيما يدور قتال عنيف في مدينة إدلب السورية بين القوات الموالية للنظام السوري ومسلحين تدعمهم تركيا، وبعد أن صعَّد أردوغان أزمة الهجرة مع بروكسل. من جهتها، طالبت اليونان الثلاثاء بدعم "قوي" من بروكسل، خلال اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الهجرة التي تزداد حدتها عند حدودها مع تركيا. وقال مصدر حكومي يوناني إن رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، ينتظر "دعماً قوياً" من الاتحاد الأوروبي خلال لقائه الثلاثاء في منطقة إيفروس الحدودية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيسي المجلس والبرلمان الأوروبيين، شارل ميشال وديفيد ساسولي. يأتي الاجتماع مع القادة الأوروبيين بعدما تجمّع الآلاف عند الحدود البالغ طولها 200 كيلومتر أو توجّهوا بقوارب إلى جزر بحر إيجه في مسعى للعبور من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.