أيها الأخوة المواطنون ،بشروق شمس يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من فبراير لعام 2020 ،تغرب شمس الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ،للأبد ،حيث وافته المنية صباح اليوم بعد صراع طويل مع المرض ،وفي الذكرى التاسعة للتنحي. ولد محمد حسني السيد مبارك، وشهرته حسني مبارك، ولد في الرابع من مايو لعام 1929، بقرية كفر المصيلحة، محافظة المنوفية، وهو الرئيس الرابع لمصر، وتولى السلطة في 14 أكتوبر 1981 خلفا للرئيس محمد أنور السادات، وحتى 11 فبراير 2011 عندما تنحى تحت ضغوط شعبية وسلم السلطة إلى مجلس الأعلى للقوات المسلحة. تخرج مبارك من الكلية الحربية عام 1950 وشارك في حروب مصر وتدرج بصفوف القوات المسلحة حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973. في عام 1975 اختاره السادات نائباً لرئيس الجمهورية، وعقب اغتيال السادات عام 1981 تولى مبارك رئاسة مصر بعد استفتاء شعبي، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات في الأعوام 1987، 1993، و1999، ثم فاز في أول انتخابات رئاسية تعددية عام 2005. ما كان يخشاه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الذى تولى الحكم فى عام 1981 خلفاً للرئيس الراحل أنور السادات، قد تحقق بالفعل، إذ نجحت ثورة المصريين التى اشتعلت فى 25 يناير عام 2011 فى خلعه من منصبه، غادر مبارك القصر الرئاسى فى 10 فبراير من نفس العام، قبل أن يظهر اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، ونائب رئيس الجمهورية وقتها فى اليوم التالى، ليعلن تخلى مبارك عن الحكم استجابة لهدير الجماهير الذى كان يتردد فى ميدان التحرير بقلب القاهرة، وفى ميادين أخرى بعدد من محافظات مصر، ثار الناس على فساد صبغ عصر مبارك، ليس أقله سيطرة رجال أعمال على مقاليد السلطة، ولا أعظمه تصدر نجله الأصغر جمال واجهة السياسة، فى الوقت الذى سرت فيه شائعة إعداده لتولى منصب الرئيس خلفاً لوالده، خاصة بعد تعديلات دستورية جرت فى العام 2007 قيل وقتها إنه تم تفصيلها لتأتى بالابن الأصغر للرئيس على سدة الحكم.
قدم مبارك للمحاكمة بتهم عديدة، أبرزها الفساد المالى، وقتل المتظاهرين إبان الثورة، وهى الاتهامات التى أعلن مبارك أنه "ينكرها تماماً"، فى أولى جلسات محاكمته التى عقدت فى 3 أغسطس 2011، وما بين أحكام عدة حصل عليها، تنقل مبارك بين مستشفى شرم الشيخ، والمركز الطبى العالمى، ومستشفى سجن طرة المركزى، قبل أن يستقر به المقام فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة، ليعالج من مشكلات صحية تزاحمت عليه فور تخليه عن منصبه، ينزوى الرئيس المخلوع فى حجرة داخل المستشفى، فلا يظهر فى شرفتها إلا لتحية نفر من محبيه يتجمعون أسفلها فى المناسبات القومية حاملين صور من خلعته الجماهير فى واحدة من أطهر الثورات التى عرفتها مصر.
"إن إلى ربك الرجعى" ،طويت صفحة مبارك اليوم للأبد بما له وما عليه ، وسيحكم التاريخ بذلك ،المؤكد انه كان رئيسا لمصر لمدة 30 عاما ،واحد أبرز قادة حرب أكتوبر لعام 1973 .