تحاوريني في ماذا ؟ .. حيُّنا القديم قد أصبح تراباً بمستوى الأرض وأنت تفكرين جدياً في الوصول إليه.. لم يعد كما نعرف؟ إلى أين تسيرين؟ .. إلى أرض فارغة بلا مبان.. وكل ما تتوقين إليه بيت شعبي مهجور تسكنه العفاريت كما يقول آدجار آلن بو في قصته التي لا تتذكرين منها إلا ذلك.. مخالب قط أسود جائع ..أليس ذلك غريباً في حيِّنا الذي صار يستعمره المشعوذون حتى الصباح. تحاوريني في ماذا وقد تعلمنا الصحافة على مغالطات وافتراءات ..وقد يلازمنا كابوس لمدوناتنا الهستيرية في ما نقوله ..ولم نعلم بأحكام الشريعة ..عندما نسخر من حكم قاضٍ يجيز صفع الزوجة لتبذيرها أو يجيز للزوج ضرب زوجته في حالة إنفاقها ببذخ على أمور لا داعي لها.. أزيحي عنك هذا الكابوس كي لا تقدمين إساءة وتحريفاً لحديث القاضي.. كما يقول أنطوان تشيكوف في " وفاة موظف : ولكنه لم يدر بخاطري أبدا أن أسخر وهل أجسر على السخرية ؟ فلو رحنا نسخر فلن يكون هناك احترام للشخصيات إذن . تذكرتها وأنت تسربلين خربشتك الصحفية في أوراقك الصفراء، عليك بصياغة عقلك الأعلى .. والمغطاة بشعرك الغجري..عليك أن تبتعدي عن كل شيء لا ينفع ولا يغني عن جوع. تحاورين خلف ما تكتبين، فتجدين كاتباً فخوراً بنفسه دوما تمجدين له والدهشة تملأ عينيك الجاحظتين وهو يصرح بأقاويل الأساطير على التطبيل ..ليرتقي السلم ويبيع مبادئه.. الصقي عباراتك بالنقيض اكتبي وستجدين من يصدقك.. ويشبه كاتبك الفذ . تخاطبين نفسك كيف يمكن أن أكون صحافية ماهرة إلى حد الغباء؟ هناك من يزخرف مهارتك الغبية.. وكل ما عليهم فعله هو التصفيق لك عن كل شيء تحررينه.. على الأوراق الملونة.. لا تكتبي عن الادعاء والمشاتمة والمخاصمة بصهيل قلمك المبتدئ لأن أساليب الصياح والتحيز للمرأة لم يجدِ في ظل التأديب الشرعي .. ألا تعلمين بالأمس تجرأت بعض النسوة في مشاركة مسابقة لملكة جمال الأخلاق كي يثبتن البرَّ لوالديهن والوفاء لأزواجهن .. وأن الصفعات جعلتهن يركضن إلى الشهرة على مغالطات تقترف بمجرد لفت الانتباه... أم أن كابوسك لم يخبرك بذلك.. ولم يقل لك إنه لا يجوز ادعاء الصعود بلا صعود ويجوز الاعتراف بالخطيئة فيما تكتبين من مغالطات ومعلومات ليس لها من الصحة نصيب.