أجبرت أزمات النظام الإيراني، وأبرزها المظاهرات الطلابية والشعبية المطالبة بإطاحته وإسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل سليماني وسياسة الضغوط القصوى الأمريكية، المرشد علي خامنئي، للظهور في أول خطبة جمعة في طهران منذ 8 سنوات، في محاولة لتهدئة الداخل وحشد الأنصار، لكن ظهوره أتى بنتائج عكسية، إذ كشفت خطبته بالإضافة لتصريحات لنائب الرئيس حسن روحاني، اسحاق جهانغيري، حالة من الرعب تهز أوصال النظام، الذي بات على وشك السقوط. واعترف خامنئي بأن إيران مرت ب"أحداث مريرة ومليئة بالتجارب"منذ مقتل سليماني بغارة أمريكية، وهاجم المتظاهرين، زاعماً أنهم لن يحموا البلد، بعد أن هتفوا خلال الأيام الأخيرة ضده والحرس الثوري، وطالبوهم بالكف عن التدخلات العسكرية في المنطقة على حساب الشعب الإيراني، كما بدا خوف خامنئي واضحاً من الدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعد أن هددت طهران بإحالة الملف النووي لمجلس الأمن، في ظل إصرار الرئيس روحاني على خرق الاتفاقات الدولية بتأكيده بألا قيود على المشروع النووي لبلاده. وتوقع خبراء وقوع صدام بين إيران والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، ما قد ينهي الاتفاق النووي قريبًا بسبب آلية فض المنازعات"الزناد"، حيث تتيح الآلية في نهاية الأمر إعادة فرض عقوبات على طهران، التي اعتبرت قرار الثلاثي الأوروبي خطوة انفعالية ستكون لها تداعيات خطيرة. فيما اعترف نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، اسحاق جهانغيري، بأن مستقبل النظام "مظلم"، قائلا: "إن يناير من هذا العام بالنسبة لنا جميعًا حتى يومنا هذا في حالة من القلق بخصوص سماع أخبار مقلقة خوفًا من المستقبل"، معترفًا بكراهية الإيرانيين للنظام، عقب تراجع رأس المال الاجتماعي والثقة العامة للشعب في الملالي، والصدمة الناجمة عن إصابة صاروخ للطائرة الأوكرانية. من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، أمام البرلمان أمس: إنه لايستبعد إسقاط إيران للطائرة بشكل متعمد، مؤكداً "لا نرفض أي تصور، نريد أن نعلم من أعطى الأوامر بإطلاق الصاروخ على الطائرة في إيران". ويرى المحلل السياسي، يحيى الشبرقي، أنه في حال استمرت ايران في أسلوبها وسياستها فسوف تفتح على نفسها أبواب جهنم، عقب تصريحات روحاني وفضائح إيران الأخيرة في الرد على مقتل سليماني وإسقاط الطائرة الأوكرانية. وقال: إن التصريحات الإيرانية متضاربة وغير واضحة، فنجد المرشد له حديث يختلف عن وزير الخارجية، بينما الرئيس روحاني يصرح في اتجاه مناقض لهما، مرجعًا ذلك إلى التخبط السياسي أو تبادل الأدوار، مشيراً إلى أن ترمب يمكنه استثمار التضارب لتحفيز الأوربيين لإلغاء الاتفاق النووي نهائيًا.