عام مضى وطويت معه أوراق أيامه، هذا بحساب تعاقب السنين وأرقام التاريخ، لكنه في مسيرة الدول والأمم تكون بحسابات الإنجاز، ما لها وما عليها، ومدى إسهامها في مسيرة التطور الحضاري للبشرية. هذه المعادلة الزمنية تعني للمملكة الكثير في ما حققته على كل صعيد وهو مميز ومثمر، على امتداد الوطن وخارطته التنموية الاقتصادية والبشرية، وفي استشرافها برؤية واثقة واضحة لمستقبل تستعد له برصيد متعاظم وطموح للتنمية المستدامة، ولتكون قوة صناعية وتعدينية رائدة ومنصة عالمية للخدمات اللوجستية ونقطة ضوء مشعة بالثقافة والسياحة وجودة الحياة على خارطة التحضر العالمي. ومن ميزانية تريليونية إلى أخرى وحجم إنفاق كبير يلبي بطمأنينة وثقة خطط التنمية والأهداف الاقتصادية والاجتماعية، وعناوين ذلك أكثر مما تحصى، وهذه هي سمات الإرادة السعودية وعالم مسيرتها وآفاق رؤيتها الطموحة، في الوقت الذي لاتزال فيه دول بالمحيط الإقليمي خارج سياق الحكم الرشيد ومفهوم الدولة الطبيعية ولاتعرف إلى القوانين والأعراف الدولية والإنسانية سبيلا، فخسرت شعوبها واقتصادها مثلما استعدت العالم بنزقها، وهذا هو الفرق بين دول تبني وتمد الجسور الحضارية، وكيانات تتجرع من سموم مؤامراتها.