مع نمو المجتمعات تدرج الإنسان في تكوينه من نمط الحاجات إلى تطوير رؤيته الاقتصادية، تفاديًا لنسبوية عائمة منخفضة القيمة، وبذلك عليه أن يحقق نمواً متكاملاً نظراً لقناعته برؤية طموحة تمكنه من معرفة تقاليد وإرث ثقافات عديدة، تشكلت بها حياته وإدراكه وبنية سلوكه ومقومات التزامه بخبرة متنامية نظمت نشاطه الإنساني، ومن خلال تزايد الاتصال والتبادل الحضاري، أصبحت المعرفة تنتقل من جيل إلى جيل، ومن عصر إلى عصر ليكون أكثر تأثيراً وبصورة أكثر فاعلية في عصر المعلومات العالمي. ومما يعادل ذلك في الأهمية، هو الوقت الذي أصبح فيه الفرد يجيد التعامل مع التقنيات المعلوماتية المختلفة والاتصالية، وما تحقق من تطوير إيجابي ضمن رؤية 2030، يبدو فيها تحليل نشط للمستجدات والاستثناءات ويهدف إلى تطوير أساليب الحياة ويشجع على الاستثمارات المحلية والعالمية، ويأخذهم إلى مستقبل واعد ومساهمة فاعلة ذات أهمية أنشأت لها دراسات مستفيضة وخطط إستراتيجية من خلال المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ويضاعف مقدار التنوع في مصادر الدخل.. وإثر ذلك رصدت الكاميرات لحظات تدشين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية، وإن جزءاً كبيراً من العمل على تطوير المجتمع تعززه الشركات والمؤسسات والجامعات وغيرها من القطاعات، ويعبر هذا المنحى عن استثمار بقيمة تفوق 200 مليار ريال (53 مليار دولار)، وتهدف لاستقطاب تريليون و600 مليار ريال (427 مليار دولار) بحلول 2030، و قد اجتذبت الإستراتيجية الجديدة تفوقًا كبيرًا يحقق الغايات والوسائل. وعند النظر إلى المستقبل، فإن أشياء كثيرة ستعتمد على فاعلية 11 صناعة جديدة كالفضاء والطب الحيوي. وتخطط المملكة لزيادة الإنفاق في العام الجاري بنسبة 7 في المائة. تحتاج إلى رأس مال بشري يقود عمليات التنمية، في ظل التحول الكبير في مستويات التنويع الاقتصادي والنمو المطرد السريع، فالتقدم الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق بدون توفر القوى العاملة المؤهلة والمتخصصة، التي تستطيع القيام بعمليات التخطيط والتنفيذ لبرامج التنمية الاقتصادية، أي أن قطاعات التنمية الاقتصادية تحتاج إلى المهندسين والتقنيين والفنيين الذين لديهم الإعداد اللازم المطلوب من التعليم والتدريب والخبرة في مختلف مجالات التنمية. ومن الأهمية بمكان أن نذكر السواعد الفتية التي تبني الأوطان وتظهر من خلالها مزايا الثقافة والجانب القيمي المستنبط من قيم عظيمة أسسها الآباء والأجداد،، إنه عصر الشباب والقدرات الخارقة المتمكنة في عصر الاقتصاد والتخطيط، وستطرح الرؤية الطموحة مشاريع بقيمة 70 مليار ريال كدفعة أولى، مشيرة إلى أنه يحقق ثلث مستهدفات رؤية المملكة 2030، والجدير بالذكر أنه سيوفر 1.6 مليون وظيفة جديدة. إن الحديث عن قدرات الإنسان تكشف عن النخب في كل أمة وترتبط بإنجازات الأسماء التي تتدافع وتتزاحم في صفحات التاريخ، يفتخر البشر بمنجزاتهم وكأنما الحياة عادت بأكملها إلى منبع التجربة التاريخية وكررت الصور والبطولات وسيرة القادة العظماء منذ ظهور الإسلام إلى عصرنا الحديث فالماضي يغذي الحاضر، وها نحن أمام جهود كبيرة بقيادة الأمير محمد بن سلمان، فقد حول الإرادة الحقيقية إلى إدارة اقتصادية هائلة. في عصر تقني ربط العالم بشبكة موحدة وانتصرت الإرادة والاختراع وتحققت أحلام الشباب، لا سيما أن هذا الوعي أعاد النظر في كل المعارف وجعل العصر دقيقاً ومنظماً، ونتج عن هذا التمييز علاقة ذات مرونة بين الإنسان والزمان خاضعة لأبعاده الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل.