فى محاولة بائسة للهروب من العقوبات، أعلن نظام الملالي على لسان علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية استعداد بلاده لأن تقر كتابةً بعدم وجود أي خطط لديها لتطوير أسلحة نووية، وأن برنامجها النووي هو بالكامل ذو أغراض سلمية. ويرى محمد ربيع الديهي المحلل السياسي أن إيران تسعي إلى تضليل الرأي العام الدولي وكذلك الدول الكبرى، بهدف اقناعهم بأنها بدات في تعديل سلوكها وأفعالها، وذلك نتيجة الأزمات التي تمر بها إيران في الداخل، إضافة إلى فشل مخططاتها بالمنطقة في ظل التظاهرات التي تندد وترفض تدخلاتها في شؤون دول كالعراق ولبنان، التي كشفت حجم الممارسات القمعية للنظام الإيراني والمليشيات الموالية له. وأضاف ل(البلاد) أن السبب الحقيقي وراء مثل هذا التصريح هو الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إيران نتيجة العقوبات الامريكية، وأيضا تخوفها من تجدد الاحتجاجات ضد النظام بالداخل، في ظل استمرار أسبابها من تدهور اقتصادي وغلاء أسعار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة ، لافتا إلى أن التصريح الإيراني يأتي بعد فشل استراتيجية الملالي في المنطقة، حيث استطاعت المملكة إفشال المخطط الإيراني في اليمن عبر تدخلها بطلب من الحكومة الشرعية، بينما تواجه الجماهير العربية المخططات الإيرانية التخريبية في دول الإقليم. مراوغة جديدة بدوره قال هشام البقلي الخبير بالشأن الإيراني ومدير مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط، إن حديث إيران عن تعهدات بشأن القنبلة النووية هو مراوغة جديدة للمجتمع الدولي، ومحاولة لاستمالة بعض القوى الدولية نحو الموقف الايراني، فالتعهدات الايرانية لن تجدي نفعًا، وإلا كانت التزمت بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، حيث أنه رغم محاولات أوروبا للحفاظ علي الاتفاق، إلا أن ايران تراوغ بشده في الالتزام به وتنسحب منه تدريجيًا. وأضاف قائلا إن مسألة الرقابة على المنشآت النووية الإيرانية ليست محل ثقة، فنظام الملالي فاقد لثقة العالم ولا يمكن الوثوق به مهما كانت التعهدات المكتوبة، وهناك دلائل متعددة على عدم مصداقية النظام على مدى تاريخه، وإذا كان النظام الإيراني صادق فى رغبته للسلام بشكل عام عليه ان يتخذ خطوات حقيقية على أرض الواقع: ينسحب من سوريا والعراق ويوقف الدعم لمليشيا الحوثي الانقلابية، ووقتها من الممكن أن يكون هناك باب حوار حول الملف النووي بشكل عام. وختم “البقلي” بأن إيران دولة مغلقة ولا يوجد بها أي نوع من الشفافية أو المصداقية، وعليها أن تغير من أسلوبها وسلوكها أولًا حتى يمكن تقبل ما تقوله.