في كثير من الأحيان أصبح إطلاق سراح أمريكيين في إيران، بمثابة ابتزاز وورقة مساومة من نظام مارق لا يحترم حقوق الإنسان ،حيث اعتاد نظام الملالي دائمًا إصدار تهم ملفقة وغير مبررة لسجن أمريكيين وأشخاص من دول أخرى. ومؤخرًا، أطلقت إيران سراح طالب الدراسات العليا الأمريكي شيوي وانغ، الذي سُجن في طهران لأكثر من 3 سنوات بزعم أنه جاسوس أمريكي، في المقابل، أطلقت الولاياتالمتحدة سراح السجين الإيراني مسعود سليماني، الذي قُبض عليه بتهمة انتهاك العقوبات التجارية الأمريكية ضد إيران. ويشير مراقبون أن تبادل السجين الإيراني بالمعتقل الأمريكي قد يكون إجراءً لبناء الثقة يعمل كلا الجانبين على دفعه لبدء المحادثات حول قضايا أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني، لكن هناك أكثرية تؤكد أن التبادل مجرد لحظة مفيدة متبادلة، لكنها معزولة عن الملفات الأخرى بين الجانبين. وبالإضافة إلى العقوبات القاسية، تحدثت الولاياتالمتحدة مرارًا وتكرارًا ضد النظام الإيراني، بما في ذلك إدانة رد فعله الإجرامي على الاحتجاجات الداخلية "انتفاضة البنزين"، ودعم قادة الميليشيات الإرهابية في العراق ولبنان واليمن وسوريا. ولدى إيران تاريخ في سجن الأمريكيين بتهم زائفة – إلى جانب تاريخ للتفاوض على الإفراج عنهم، حيث سبق إطلاق سراح أمريكيين في صفقات مماثلة، مما يؤشر إلى استغلال النظام الإيراني للمعاناة الإنسانية في سبيل تحقيق أهداف سياسية. ومن الواضح أن حملة الضغط القصوى التي قامت بها إدارة ترامب تؤثر سلبًا على الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني تحت وطأة العقوبات الأمريكية وعقود من سوء الإدارة الاقتصادية. إن إعادة السجين الإيرانيلطهران لن يوقف مطالب المحتجين، لكن النظام ربما يأمل في أن يحظى ببعض الاستحسان في الداخل، ومن خلال هذا، يمكن للإيرانيين أن يبحثوا عن فتح باب لمفاوضات أوسع مع الولاياتالمتحدة ، خاصة والعقوبات الإضافية ضد الاقتصاد الإيراني والبنوك وبعض كبار المسؤولين والقطاع المالي ستحكم الخناق على رقبة النظام، الذي فقد الجزء الأكبر من أنصاره، ويعتمد في بقائه على القمع والقبضة الأمنية الغاشمة. ومع استعداد إيران للإعلان عن انتهاكات جديدة للاتفاقية النووية في يناير، تحذر فرنسا وألمانيا وبريطانيا من أنها قد تتجه نحو إعادة فرض عقوبات على النظام الإيراني ، وذكر الأمريكي المفرج عنه من إيران "شيوي وانغ"، أن الإيرانيين على استعداد للتحدث وتبادل الأسرى بعيد كل البعد عن المفاوضات النووية، مما يؤشر إلى أن مطالب أمريكا من النظام الإيراني تفوق كثيرًا إطلاق سجناء أمريكان، وتتعلق بممارسات إجرامية للنظام على مدار 40 عامًا، بنى عليها استراتيجيته ودعايته، والتخلي عنها يعني فقدانه لبقية أنصاره في الداخل والخارج، وهم أصلًا أصبحوا قلة منبوذة.