شاركت الصقَّارة السعوديَّة عذاري الخالدي، بصقرها "سطام" في مسابقة الملواح 400 متر، في يومها الرابع من مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، كأوَّل سيدة مشاركة. شاركت عذاري لتحقيق حلمها وشغفها بهواية الصقور، ولتثبت أنَّ المرأة السعوديَّة قادرة على ريادة المهام غير النمطيَّة في الكثير من المجالات العامَّة، فها هي تمارس هواية الصقَّارة بشكل احترافي بصقرها "سطام"، متحدِّية أكثر من ألفي صقَّار من الرجال، من خلال المشاركة في مسابقات الملواح (الدعو) 400 متر. وتقول عذاري: "كلمتي للمرأة السعوديَّة أنَّنا نعيش فترة ذهبيَّة لابُدَّ من استغلالها، وإثبات جدارتنا، وأنَّنا على قدر المسؤوليَّة والثقة الممنوحة لنا على جميع الأصعدة، وبدعم كامل من قِبل القيادات العُليا بهذا الوطن الغالي. وأخيرًا قالت: أشعر بالفخر والاعتزاز؛ لكوني أوَّل صقَّارة وإحدى بنات هذا الوطن". وأضافت الصقَّارة عذاري -: "حصلتُ على هذا الصقر، وقمتُ بتطويعه وتدريبه، لكنَّه لم يعتدْ على ظروف المشاركة بالمهرجان، وهذا الكم الكبير من المشاركين"، وأوضحت -من خلال حديثها- عن سبب تسمية صقرها ب " سطام " قائلة: "أحبُّ هذا الاسم، وهو يعني القوة والإصرار والاصطدام بالمصاعب". وأكدت عذاري أنَّها واجهت صعوبات كثيرة منذ بداية شغفها بهواية الصقور، خلال عقد من الزمان؛ إذ إنَّها نشأت في مدينة سكاكا شمال المملكة؛ ممَّا أكسبها القدرة على التحمُّل والمواجهة، كما أنَّها لم تستسلم للظروف الصعبة التي واجهتها؛ بسبب إيمان أسرتها وزوجها بشغفها، إذ كانوا لها خير معين وداعم. حضور لافت للمتسابقين الصغار شهد المهرجان حضورًا لافتًا للمتسابقين صغار السن، الذين حرصوا على الحضور في مسابقة الدعو (الملواح) 400 متر، مشاركين أو ملوِّحين، أو متابعين لحركة الصقر في الأشواط التأهيليَّة، والتعرُّف على هذا الصقر بشكل مباشر. وشهدت أشواط المسابقة شبابًا ملوِّحين للصقر، يحثُّونه على قطع مسافة الأربعمئة متر بأسرع مدة زمنيَّة، أملاً في تحقيق المراكز العشرة الأولى من المسابقة، والتأهل للأشواط النهائيَّة ضمن كأس الملك عبدالعزيز، بفئتي الملَّاك والمحترفين، والفوز بالجوائز الماليَّة التي تتجاوز 21 مليون ريال. ومن القصص التي برزت خلال المهرجان، قصة الشاب راكان ثامر الخان، ابن الخامسة عشرة عامًا، الذي قطع 400 كيلومتر من مدينة الخبر، إلى العاصمة، حاملاً معه صقريه "ممدوح"، و"سراب"، للمشاركة في المهرجان، بعد أنْ حقَّق صقره "خطاف" المركز الثالث في أحد أشواط المسابقة العام الماضي. ورغم حداثة سنِّه، تُنبئ إرادة راكان وخبرته بمستقبل واعد، إذ حقَّق هذه الإنجازات وهو لا يزال يدرس في الصف الأول الثانوي، وتلقى المعرفة والخبرة على يد والده، الذي علَّمه الصيد بالصقور حينما كان في السادسة من عمره. يُذكر أنَّ مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور مستمر في فعالياته حتى ال16 من ديسمبر الحالي، في ملهم شمال الرياض، ويبلغ حجم جوائزه المالية نحو 21 مليون ريال.