متغيران واضحان أطلا على المشهد اللبناني في اليوم ال 40 للحراك الشعبي، أمس الاثنين؛ أولهما: محاولة ما يسمى حزب الله فض التظاهرات وترهيب المحتجين، وثانيهما: الاهتمام الدولي بالأحداث ودخول عدة دول على مسار حلحلة الأزمة فيما يمكن وصفه ب"بدايات التدويل". هجوم حزب الله بدأت الدقائق الأولى من يوم أمس بهجوم كبير ل"الدراجات النارية لحزب الله" وحلفائه على المتظاهرين المعتصمين على جسر الرينغ وسط بيروت، في محاولة لفض الاعتصام بالقوة وترهيب المحتجين، واعتدت عناصر الحزب الموالي لإيران على المتظاهرين وقذفوهم بالحجارة وسبوهم بألفاظ نابية، ورغم إصابة 10 متظاهرين جراء الاعتداء الهمجي وفق مصادر رسمية، إلا أنهم واجهوا الاعتداءات بترديد النشيد الوطني اللبناني، وبعدما تمادت عناصر المليشيا في عدوانهم ولم يستجيبوا لنداءات السلمية أو ترق قلوبهم الصدئة لنشيد الوطن، هتف المتظاهرون: حزب الله إرهابي، وأنقذ تدخل الجيش اللبناني بتفريقه بين الطرفين المتظاهرين من عنف الحزب الإرهابي، الذي اتجه لساحة الشهداء وحطم خيم المحتجين واعتدى عليهم، وحاول تكرار جرمه في ساحة رياض الصلح، لكن تدخل الجيش وقوى الأمن حال دون تنفيذ السيناريو، وبعد كر وفر على جسر الرينغ أطلق الجيش والأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، ونشر الآليات قرب الرينغ وفي وسط بيروت، مما دفع عناصر الحزبللتراجع، لكنهم في طريقهم للضاحية الجنوبية "معقل الحزب" حطموا زجاج السيارات وواجهات المحال التجارية ونهبوا بعضها في "شارع الصيفي" الموازي للرينغ وشوارع أخرى. إضراب وغلق طرق وبدت الاستجابة واضحة لدعوات المتظاهرين إلى إضراب عام، أمس الاثنين، فيما ركز الحراك في بيروت على إغلاق المؤسسات العامة، وركز حراك طرابلس والشمال على قطع الطرق الرئيسية والفرعية، كما حاول المتظاهرون قطع طرق عدة في بيروت ومختلف المحافظاتاللبنانية، تضمنت طرق الزوق شمالي بيروت وتقاطع الشيفروليه شرقي العاصمة، وفي البقاع الأوسط أغلقت عدة طرق رئيسية أبرزها في زحلة المؤدية إلى البقاع الشمالي والبقاع الغربي، إضافة إلى سعدنايل وتعلبايا وجديتا وقب الياس والمرج، وفي الجنوب قطع متظاهرون تقاطع إيليا في صيدا لبعض الوقت، قبل أن تتمكن القوى الأمنية من إعادة فتحها، وفي الحمراء وجل الديب ببيروت عمد المئات من المحتجين إلى قطع الطرق الرئيسية، لكن الجيش إعاد فتحها بالقوة وأوقف 8 من المعتصمين في جل الديب، وعمل على افتتاح باقي الطرق المغلقة، ونجح إلى حد كبير في مهمته؛ فيما يبدو أنه خط أحمر من الجيش بمنع غلق الطرق وتعطيل حركة المرور. بدايات تدويل وقد شهد أمس الاثنين اهتمامًا دوليًا بالأحداث في لبنان، حيث التقى الموفد البريطاني، ريتشارد مور، رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة المستقيلة، سعد الحريري، ومجموعة من المسؤولين اللبنانيين، بهدف المساهمة في حث المرجعيات السياسية على المساعدة في تأليف الحكومة وتجاوز التجاذبات، وتكتسب زيارة مور أهمية خاصة باعتبار بريطانيا ترأس مجلس الأمن حاليًا، ومن المعروف أن جلسة المجلس المقبلة ستبحث تطبيق القرار 1701، المتعلق بفرض سيادة الدولة والنظر في معضلة سلاح حزب الله. وتأتي زيارة الموفد البريطاني، ريتشارد مور، مكملة للزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي كريستوف فارنو إلى لبنان في الأسبوع الماضي، بينما ستطرح فرنسا في اجتماع الأطلسي نهاية الأسبوع الجاري مشروع مبادرة لتهيئة الأجواء للحل السياسي في لبنان، تعتمد على تشكيل الحكومة الجديدة وتوفير حزمة مساعدات مالية لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. بينما ذكرت تقارير قرب وصول موفد روسي إلى لبنان، للمساعدة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسين والوصول إلى قواسم مشتركة تلبي إلى حد ما مطالب الحراك.