أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، أنَّ سبيلَ الكرامةِ الحقَّةِ، الذي يخطئه كثيرٌ من النَّاس، ولا يُلَقَّاهُ إلا الصَّفوةُ منهم، إنَّما هو في متابعةِ النَّفسِ لرضا اللهِ، وبلوغِها غايةَ الجُهد في طاعتِه، وإنَّ غايةَ الكرامة لفي لزومِ الاستقامةِ، والجريانِ في مضمارِ الهدايةِ، فلا كرامةَ لضالٍّ شقيٍّ وإن تمتَّع من زخرف الدنيا بما تمتَّع؛ فإنَّ الدنيا زهرةٌ ذاوية، والآخرةُ نعمةٌ باقِية، وحسنةٌ دائمةٌ، والعاقلُ لا يطلُبُ الفاني بتضييع الباقي. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام : إن كلُّ إنسانٍ ساعٍ في هذه الدُّنيا يبتغي كرامةَ نفسِه، ورِفعتَها، ويَنْأى بها عن مَهَاوِي الذِّلَّةِ والضَّعَةِ حتَّى اختلفتْ بالنَّاسِ السُّبُلُ طرائقَ قِددًا، كلٌّ يبتغي سبيلًا إلى الكرامةِ، ويلتمسُ سببًا إلى الحُظوةِ والرِّفعةِ! فمِنَ النَّاسِ مَنْ رأى الكرامةَ في قوَّةٍ ومَنَعةٍ، وكبرياءَ وأَنَفَةٍ، وسُرعانَ ما يسلُبُ اللهُ هذه القوَّةَ والمَنَعةَ؛ فيُحيلُها ضعفًا وهوانًا، وذِلَّةً وخِزيًا وصَغارًا. والأيَّامُ شاهدةٌ، والعِبَرُ ماثِلةٌ ومنهم من حَسِبَ الكرامةَ والعِزَّةَ في وَفْرَةِ المالِ وكَثْرةِ المتاعِ، وسَعةِ الرِّزقِ، وممدودِ النِّعَمِ، فصارَ بها مغرورًا مُختالاً، وصارَ النَّاسُ في شأنه بين مفتونٍ يطمعُ في مثلِ حالِه، ومُوَفَّقٍ يرى بعينِ البَصِيرةِ دائرةَ السَّوءِ والصَّغارِ تحيط به، ويعلمُ بهدايةِ اللهِ له أنَّه قد مُكِرَ به. وأردف يقول : ويبلُغ الأمرُ ببعضِ من المنعَّمين أن يختالَ على ربِّه ويُدِلَّ بنعمتِه عليه، يظنُّ أنَّ له عنده حقًّا أن يُكرِمَه وإنَّ أبلغَ الخَطْبِ أنْ يرى الإنسانُ المفتونُ بالنِّعمِ أنَّ علامةَ إكرامِ اللهِ له أن يُغْدِقَ عليه من نعيمِ الدُّنْيا، ويوسِّعَ عليه، وأنَّ علامةَ إهانَتِهِ له أن يَقدُرَ عليه رزقَه ومن النَّاسِ من يلتمسُ الكرامةَ في الجاهِ والمنزلةِ، وعُلُوِّ الصِّيت، ونَبَاهةِ الذِّكرِ، فيسلكُ لذلك مسالكَ مَرْذولةً، ويعملُ أعمالًا ممقوتةً، يتِّخذها قربانًا لقلوبِ النَّاسِ، وثنائِهِمْ، واستحسانِهِمْ وإعجابِهِمْ، فليس يُبالي لو اتَّبع سَخَطَ اللهِ وكرِهَ رضوانَه، ما دامَ مكانُه في النَّاسِ منظورًا، وذكرُه مسطورًا، وشأنُه مشهورًا. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبد المحسن القاسم المسلمين بتقوى الله، مشيراً إلى أن الله تعالى، امتن على عباده بدين جمع المحاسن كلها وتكرم عليهم بكتاب فيه النور والهدى واختار لهم أفضل الخلق رسولاً بهذا الدين. وأوضح فضيلته أن من شعائر الإسلام وآدابه تحية السلام بذكر اسم الله تعالى السلام وطلب السلامة منه مع العهد بالأمان ألا ينال المسلم عليه شر أوأذى من المسلم. وأشار أن أول ما يسمعه أهل الجنة حين يدخلونها السلام الذي تلقيه عليهم الملائكة وبين أن ألفاظ السلام تتضمن معاني الطمأنينة والإكرام والنعيم لذا أمر الله الملائكة أن تلقي على الجنة تحية السلام.