في استمرار لسياسات الرئيس التركي أردوغان بتصدير أزماته للخارج وابتزاز أوروبا ماليًا وسياسيًا والضغط عليها، خاصة حين توجه انتقادات لسياساته داخل وخارج تركيا، توالت خلال الأيام الماضية تصريحات أردوغان ووزرائه عن عزمهم ترحيل قرابة 1200 من عناصر وأسر داعش الإرهابي الأوروبين المعتقلين في تركيا وشمال سوريا إلى بلدانهم، بدءًا من اليوم الاثنين، وتستخدم تركيا سجناء داعش كورقة تهديد لأوروبا، لإدراكها بعدم قبول القارة العجوز بعودة الإرهابيين، الذين يشكلون خطرًا على أمنها القومي، لاسيما أنها تعرضت لهجمات إرهابية عدة، وهو الأمر الذي تكرره دوما مع ملف اللاجئين، مهددة بإغراق أوروبا بطوفان من المهاجرين إليها. ردود الأفعال أعلنت بريطانيا رفضها إعادة رعاياها المنضمين لداعش، وحذرت من أنهم يشكلون خطرًا على الأمن، وتعتمد بريطانيا سياسة سحب جنسيتها من أعضاء داعش. وبدت ألمانيا غير متعجلة لاستقبال عناصر داعش من مواطنيها، حيث رد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، على التصريحات التركية بموقف منتقد، موضحًا أنه لم توجد معلومات ملموسة حول أنصار "داعش" من أنقرة، وأنه "يجب أولًا التأكد من الناحية القانونية أن الأمر يرتبط برعايا ألمان". وأعلن وزير العدل الهولندي، بأن عودة عناصر داعش ستهدد مباشرة الأمن القومي لهولندا وبلدان أوروبية أخرى ، فيما ينصب اهتمام فرنسا على استقبال رعاياها من الأطفال، وجرى عودة أكثر من 100 طفل لأسر منتمية لداعش. رعاية موثقة الابتزاز التركي تغافل عن رعاية أعلى هرم السلطة في البلاد لداعش، وهذا ما سبق كشفه عبر"ويكيليكس" بنشر "58 ألف" رسالة بريد إلكتروني، توثق تورط صهر أردوغان، بيرات البيرق، في تسويق النفط المسروق من سورياوالعراق لحساب داعش، ولا يخفى على الغرب أن أردوغان يرعى تنظيم داعش، ويمده بالموارد والمساعدات المادية، ويسهّل رجال الجمارك الأتراك، بإيعاز من المخابرات التركية تدفق مقاتلي التنظيم عبر الحدود المشتركة مع العراقوسوريا، وهذا ما أكده الأكراد حيث مئات الداعش الذين أسرتهم قوات كردية، وجدت بحوزتهم جوازات سفر ممهورة بأختام تركية. شهادات من الداخل وكان كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، قد أكد احتضان أردوغان للمئات من الخلايا النائمة الداعشية تحت نظر الأجهزة الأمنية دون أي تدخل للقضاء عليهم، وهو الأمر الذي نشرته وكالات إعلامية محلية بالعراق، كاشفة وجود صفقات مالية سرية مبرمة داخل السجون بمحافظة الأنبار، تم خلالها تهريب عدد كبير من قيادات تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا، مما مكن السجناء من اللحاق بعناصر التنظيم الذين فروا إلى تركيا. وأيضا اتهم النائب التركى، شن أران أرادم، أحد أبرز النواب المعارضين لنظام أردوغان، أواخر أكتوبر الماضي، نظام أردوغان برعاية الدواعش الذين ينفذون عمليات إرهابية داخل تركيا قائلًا: "أصبح عناصر داعش أحرارًا برعاية الحكومة التركية وأوردغان، فقد كانوا يقومون بعملية إرهابية فى قونية وألقى القبض على 43 منهم، ثم أُطلق سراحهم، وفى عملية إرهابية أخرى تم القبض على 9 أشخاص، ثم أطلق سراحهم من جديد". وتواصل تركيا نهجها الابتزازي تجاه الدول الأوروبية، مستغلة أيضًا ورقة اللاجئين السوريين، بعدما نفذت هجومها في شمال سوريا، مدعية بأن هجومها لإقامة منطقة عازلة ترحل إليها أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري قابعين لديها، مهددة بإغراق أوروبا بطوفان من اللاجئين.