عبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما امس الأحد عن قلقه بشأن العنف «والاجراءات الجائرة» ضد المتظاهرين الإيرانيين وذلك خلال اجتماع مع مستشاريه الذين أطلعوه على الاحداث التي تتطور سريعا في الجمهورية الاسلامية. وقال مساعد في البيت الابيض في رسالة من خلال البريد الالكتروني « اجتمع الرئيس لاكثر من 30 دقيقة في المكتب البيضاوي مع مستشاريه لشؤون السياسة الخارجية للاطلاع على الوضع الراهن والتطورات في إيران.» واضاف «اكد الرئيس مجددا خلال الاجتماع قلقه بشأن العنف والاجراءات الجائرة التي تتخذ ضد الشعب الإيراني.» وتأتي تصريحات اوباما تكرارا لبيان اكثر تفصيلا أصدره امس السبت وحث فيه الحكومة الإيرانية على وقف اعمال العنف ضد شعبها. وتشهد إيران اضطرابات منذ اعلان نتائج انتخابات 12 يونيو حزيران التي فاز بها الرئيس المتشدد المعادي للغرب محمود احمدي نجاد. وشدد اوباما في الايام الاخيرة موقفه مع تصاعد العنف في طهران وتزايد انتقادات بعض الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس بالتردد في تصديه للزعماء الإيرانيين. وقال السناتور ليندسي جراهام لشبكة إيه.بي.سي التلفزيونية «كان مترددا وسلبيا أكثر مما كنت أود.» وقال السناتور الجمهوري تشارلز جراسلي لشبكة سي.إن.إن. التلفزيونية الإخبارية «كان يمكن أن يكون موقفنا أكثر قوة مما هو.» ودوت اصوات أعيرة نارية في طهران اليوم الأحد بعد ان وصلت المظاهرات الى ذروتها بمقتل عشرة اشخاص على الاقل امس السبت. ووصفت السلطات الإيرانية المتظاهرين بانهم «ارهابيون» ومثيرو شغب. ودافع اعضاء ديمقراطيون كبار بمجلس الشيوخ الأمريكي عن نهج الادارة الأمريكية وقالوا ان الرئيس يجب ان يتوخى الحذر. وقال السناتور روبرت كيسي ان اوباما حققق «التوازن الصحيح..قدم للنظام (الإيراني) نهجا صارما وثابتا .» واضاف كيسي «الرئيس لا يمتلك ترف مجرد التفكير بشأن اليومين القادمين. يجب ان يكون قادرا على التفكير على المدى القصير والمدى الطويل.» وصعد رجال الدين المؤيدون للاصلاح في إيران انتقاداتهم للحكومة في طهران اليوم الأحد بعد اكثر من اسبوع من التحدي للزعامة في الجمهورية الاسلامية. واظهرت النتائج الرسمية فوز احمدي نجاد في الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي. لكن متحديه الرئيسي مير حسين موسي يتهم الحكومة بالتلاعب في الانتخابات وطالب الإيرانيين بالتظاهر. وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي كريستوفر دود ان دعم الولاياتالمتحدة للمعارضة قد يضرها اكثر مما ينفعها. وقال دود في حديث لشبكة ايه بي سي «السؤال هو هل يجب على الولاياتالمتحدة ان تأخذ حق ملكية هذه الثورة ؟.. اعتقد اننا نلحق ضررا بالغا بالجهود اذا تبين انها جهود تقودها الولاياتالمتحدة.» وحذرت السناتورالديمقراطية ديان فينستاين من ان اي تأييد أمريكي كبير للمعارضين الإيرانيين قد يضعف من موقفهم. وقالت «إنه أمر حيوي جدا.. ألا نضع بصماتنا على هذا الأمر وأن يكون مستلهما بحق من الشعب الإيراني.» وذكرت فينستاين التي تتولى رئاسة لجنة شؤون المخابرات بمجلس الشيوخ أنها لا تعلم شيئا عن أي تدخل أمريكي في الانتخابات الإيرانية أو ما أعقبها. وحث أوباما طهران أمس السبت على «وقف كل الاعمال العنيفة وغير العادلة ضد شعبها» في أقوى تصريحات للرئيس الأمريكي حتى الآن عن أعمال القمع في إيران. وقال السناتور الجمهوري جون مكين الذي هزم في انتخابات الرئاسة أمام أوباما عام 2008 لشبكة سي.بي.إس التلفزيونية «أود أن أرى الرئيس أقوى لكني أقدر التصريحات التي أدلى بها أمس.» ويقود أوباما جهودا دبلوماسية لوقف برنامج نووي إيراني يخشى الغرب أن يؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية. وكان قد أقر في وقت قريب بأن الولاياتالمتحدة ساعدت في الإطاحة بحكومة منتخبة في إيران في انقلاب عام 1953 جاء بحكم ملكي مؤيد لواشنطن إلى السلطة. وأطاحت الثورة الإسلامية عام 1979 بذلك الحكم. وقالت وكالة الطلبة للأنباء إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد طلب من الولاياتالمتحدة وبريطانيا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية.