رغم محاولات تحجيم المظاهرات تشهد ساحات والعديد من المدن كثافة عالية في أعداد المتظاهرين، بعدما أحاط العشرات من عناصر الأمن الداخلي بالمعتصمين، وطالبوهم بضرورة فتح الطريق الرئيسي في العاصمة اللبنانية ، بينما أصيب عدد من المتظاهرين بجروح في إطلاق نار بمنطقة البداوي شمالي لبنان، أثناء محاولة فتح الطريق من قبل الجيش اللبناني. وذكرت المصادر أن إطلاق نار كثيف وقع في البداوي، لافتة إلى أنه حدث بعد "تلاسن" مع الجيش اللبناني، دون أن تتضح بعد الجهة التي أطلقت النار. ومع دخول الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية في لبنان يومها الحادي عشر، لا يزال المحتجون مصرين على تحقيق مطالبهم وأولها رحيل زعماء القوى السياسية التي يحملونها سبب الانهيار الاقتصادي في البلاد. وقال وزير العدل اللبناني السابق أشرف الريفي، إن الشعب اللبناني قرر الانتفاض على الواقع الحالي والفساد وهيمنة ميليشيات حزب الله كمشروع إيراني في البلاد. وقال "من حقق اللبنانيين تقرير متى يقطعون الطرقات ومتى يجتمعون في الساحات، ضد السلطة التي يهمن عليها حزب الله وقد فقدت شرعيتها الشعبية". ودعا ناشطون إلى احتجاجات جديدة في لبنان تحت اسم "سبت الساحات"، من أجل تكثيف الضغوط الرامية لإسقاط الحكومة منذ أن أعلنت في 17 من شهر أكتوبر الجاري، نيتها فرض ضرائب جديدة ، وتطورت الاحتجاجات إلى المطالبة بإسقاط كل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، حيث يتهمها المحتجون بالفساد، ورفضوا رزمة إصلاحات عرضتها الحكومة لنزع فتيل الغضب الشعبي. وحاول الجيش اللبناني أمس فتح عددا من الطرق التي عمد المتظاهرون في لبنان إلى إغلاقها،وتمت إعادة فتح طريق الشيفروليه جنوبي بيروت، فيما لاتزال كافة الطرق في صيدا جنوبي البلاد مقفلة، ويتواصل الاعتصام في ساحة إيليا بالمدينة ، واستمرار إغلاق الأوتوستراد الساحلي عند محلة جل الديب والزق بجبل لبنان. وشهد اليوم العاشر من الاحتجاجات، تحركات تحت عنوان "سبت الساحات"، كانت دعت إليه مجموعة "لحقي"، إحدى الجهات المنظمة الاحتجاجات. وكان اليوم التاسع للاحتجاجات، الجمعة، شهد تهديدا من الأمين العام لميليشيات حزب الله اللبناني حسن نصر الله، بأن ميليشياته هي "الطرف الأقوى" في لبنان، ملوحا بجر البلاد إلى حرب أهلية ، لكن محتجين في لبنان ردوا عليها بأصوات عالية "أنا ممول الثورة" وشهد اليوم ذاته، اشتباك عناصر من الميليشيات مع المحتجين في وسط بيروت، وتدخلت قوات مكافحة الشغب للفصل بين الطرفين ، فيما يؤكد المحللون أن استمرار الغضب في لبنان والتحدي من جانب المتظاهرين لتهديدات الميليشا قد كسر غطرسة قيادات وعناصر الحزب الإرهابي الذي تتزايد خسارته في الشارع اللبناني الذي ضاق بالهيمنة وفتن تلك الجماعة الإرهابية ، ومن شأن ذلك اتساع المأزق ووتيرة الرعب في أوسط الميليشيا من تورطها في مواجهة دامية الشعب حيث سينحاز له الجيش وقوات الأمن. ورغم تسجيل عدة اعتداءات من قبل عناصر ميليشيا حزب الله على المحتجين كانت ردة فعل الشارع اللبناني معاكسة، حيث سجّل توافدا لأعداد المتظاهرين إلى الساحات، مؤكدين أن محاولات الترهيب لن تجعلهم يتراجعون عن تحركهم ومطالبهم. وفي هذا السياق، أصدرت مجموعة تطلق على نفسها "شباب الثورة" بيانا بعنوان "سبت الساحات في كل لبنان" قالت فيه: حان الوقت لإجبار السلطة على التجاوب وتصعيد ضغط الشارع ، فلنتظاهر رفضاً لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على انتفاضتنا الشعبية. وأكد البيان استمرار المظاهرات حتى الاستقالة الفورية للحكومة التي وصفها بالمعادية لمصالح اللبنانيين، وتشكيل أخرى مؤقتة ذات مهام محددة، ومن خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وبإشراف القضاة المستقلين. وحدد البيان 3 مهام للحكومة التي يطالبون بها، وهي إدارة الأزمة الاقتصادية، وإصدار قانون ضرائب يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب ، داعيا المؤسسات العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها تجاه المتظاهرين وحمايتهم من الاعتداءات المستمرة من قبل مناصري وعناصر أحزاب السلطة، سواء في بيروت أو في جميع المناطق.