طلب رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري من قائد الجيش اللبناني جوزيف عون التحقيق في حادثة البداوي التي سقط خلالها عدد من الجرحى بعد ظهر اليوم السبت، والجيش يوضح تعرض جنوده خلال الحادثة للرشق بالحجارة وإصابة خمسة في صفوفه. وأجرى الرئيس الحريري اتصالا بقائد الجيش العماد جوزيف عون فور تبلغه بالحادثة المؤسفة لإطلاق النار في البداوي وسقوط جرحى، "وطلب منه إجراء تحقيق فوري في ملابسات الحادثة واتخاذ التدابير اللازمة" بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري مساء اليوم. وأكّد الحريري "على ضرورة حماية حرية التعبير السلمي للمواطنين،والحفاظ على الطابع السلمي للتحرك". ومن جهة ثانية أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان مساء اليوم أنه "على أثر إشكال وقع بعد ظهر اليوم في منطقة البداوي – طرابلس، بين مجموعة من المعتصمين على الطريق وعدد من المواطنين الذين حاولوا اجتياز الطريق بسياراتهم. تدخّلت قوة من الجيش لفض الإشكال فتعرّضت للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة مما أوقع خمس إصابات في صفوف عناصرها". وكان سقط عدد من الجرحى في منطقة البداوي شمال لبنان بعد ظهر اليوم خلال إطلاق للنار من قبل الجيش اللبناني خلال قيامه بفتح الطريق الذي أغلقه المحتجون. وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن إصابات عدة وقعت في التصادم الذي حصل أثناء محاولة الجيش فتح الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية وعكار، وأن بعض هذه الإصابات خطر. وقد تم اعتقال عدد من الشبان من بينهم عامر أريش، أحد أبرز المحتجين. وأحرق المعتصمون في الهرمل العلم الإسرائيلي للتأكيد على انتمائهم الوطني . وانعقد اجتماع في قيادة الجيش اليوم ضمّ قائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وغيرهما لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات، بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني. وناقش المجتمعون الإجراءات الرامية إلى تسهيل حرية تنقّل المواطنين على الطرقات الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم. ومن جهة أخرى نفذ مناصرو "التيار الوطني الحر" اعتصاماً في منطقة الجديدة في جبل لبنان دعما لمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون . وكانت المظاهرات الاحتجاجية قد بدأت مساء الخميس في 17 أكتوبر الجاري في وسط بيروت عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق "واتساب" وسرعان ما انتقلت المظاهرات لتعم كافة المناطق اللبنانية. واستمرت المظاهرات بالرغم من تراجع وزير الاتصالات محمد شقير عن مسألة فرض ضريبة على "واتساب " وتواصلت الاحتجاجات خلال الأيام التسعة الماضية وامتلأت ساحات لبنان بآلاف المتظاهرين.