لم يكمل الاتفاق الأمريكي – التركي لوقف العدوان على سوريا يومه الأول، حتى خرقه نظام أردوغان بإطلاق نار في منطقة رأس العين، ما أدى إلى مقتل 7 مدنيين، وإصابة 21 آخرين. وطبقاً ل"رويترز"، استمر القصف التركي أمس (الجمعة) على منطقة رأس العين في شمال سوريا، تعهدت به تركيا للولايات المتحدة. وقالت: إنه سُمع دوي قصف وإطلاق للأسلحة النارية بعد أقل من يوم لاتفاق تركيا مع الولاياتالمتحدة على وقف هجومها في سوريا لمدة خمسة أيام للسماح بانسحاب القوات التي يقودها الأكراد. وفي وقت نفى الرئيس التركي اشتباكات في الوقت الراهن، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 7 مدنيين وإصابة 21 آخرين، في غارة تركية على قرية بشمال شرق سوريا، فيما جدد أردوغان أطماعه بأن "المنطقة الآمنة" في سوريا ستمتد على طول الحدود لمسافة 440 كيلومتراً. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، حسب وكالة "فرانس برس": إن المدنيين قتلوا في غارة على قرية "باب الخير" التي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرق مدينة "رأس العين" الحدودية، حيث تدور اشتباكات متقطعة، مبيناً أن القوات التركية والفصائل الموالية لها نفذت عمليات قصف صاروخي على مدينة رأس العين عند الشريط الحدودي. إلى ذلك، كرر قادة الاتحاد الأوروبي، أمس (الجمعة) خلال قمة بروكسل، مطالبتهم تركيا بإنهاء هجومها على القوات الكردية شمال سوريا وسحب جنودها من هناك، مؤكدين أن خطوة تعليق العمليات العسكرية التركية غير كافية حتى لو نفذت. وقال القادة الأوروبيون ال28 في بيان صادر عن القمة: إن "المجلس الأوروبي أخذ علماً بالإعلان التركي الأمريكي بتعليق كل العمليات العسكرية". وأضاف البيان أن القادة "يحضون تركيا مجدداً على إنهاء نشاطها العسكري وسحب قواتها واحترام القانون الإنساني الدولي". فيما اتهمت منظمة العفو الدولية، أمس، القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب "جرائم حرب" في هجومها ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا. وذكرت المنظمة في تقرير أن "القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، من بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين". وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 17 شخصاً، بينهم عاملون في مجالي الصحة والإغاثة، ونازحون، كما تحققت من أشرطة فيديو جرى تداولها وراجعت تقارير طبية، مؤكدة أن "المعلومات التي جرى جمعها توفر أدلة دامغة حول هجمات من دون تمييز على المناطق السكنية، بينها منزل وفرن ومدرسة"، فضلاً عن "عملية قتل بإجراءات موجزة وبدماء باردة بحق السياسية الكردية هرفين خلف على يد عناصر فصيل أحرار الشرقية". وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، كومي نايدو: إن "تركيا مسؤولة عما تقوم به المجموعات السورية المسلحة التي تدعمها، وتسلحها"، مضيفاً أن "تركيا أطلقت العنان لهذه المجموعات المسلحة لارتكاب انتهاكات جدية في عفرين"، المنطقة ذات الغالبية الكردية التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها في العام 2018. ودعا نايدو تركيا "لوقف تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها". ونقلت المنظمة عن أحد المتطوعين في الهلال الأحمر الكردي مشاهداته أثناء عمله على نقل ضحايا غارة جوية تركية استهدفت منطقة قريبة من مدرسة في قرية الصالحية في 12 أكتوبر الجاري. وقال المتطوع "لم أتمكن من تحديد ما إذا كانوا فتياناً أو فتيات لأن الجثث كانت متفحمة".