بعد الجلسات المغلقة التي عقدها رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان مع قادة الحركات المسلحة في اليومين الماضيين، انطلقت أمس (الجمعة) في عاصمة جنوب السودان جوبا، المفاوضات المباشرة بين وفد الحكومة السودانية برئاسة عضو المجلس السيادي الفريق الركن شمس الدين كباشي، ووفد "الحركة الشعبية شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو. واتفقت الحكومة السودانية ووفد الحركة الشعبية، أمس، على إعلان مبادئ يحدد مسارات التفاوض بينهما. وقال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان عمار آمون: "اتفقنا مع الحكومة على إعلان مبادئ، وما حققناه من تقدم في ملفات السلام في 3 ساعات فقط فشلنا أن نحققه مع نظام السابق بقيادة عمر البشير في 8 سنوات". وكشف عضو المجلس السيادي السوداني الفريق شمس الدين الكباشي، وفقاً ل"العين الإخبارية"، عن أن "توقيع الحركة الشعبية والوفد الحكومي، اليوم السبت على ما تم التوافق عليه داخل إعلان المبادئ من ملفات تفاوضية أبرزها الملف السياسي، والإنساني إلى جانب ملف الترتيبات الأمنية". فيما وافقت "الجبهة الثورية" التي تضم عدداً من الحركات المسلحة على جعل جوبا مقراً للمفاوضات، لكنها اقترحت تأجيلها لحين حصول الخرطوم على تفويض من الاتحاد الأفريقي. وقال القيادي في "الجبهة الثورية" أحمد تقد: "لقد اتفقنا مع الخرطوم على وضع أجندة التفاوض والانتقال إلى القضايا الجوهرية المتصلة بالمشكلة السودانية"، مؤكداً الاستمرار في جعل جوبا "منبراً للتفاوض ونقل بعض ملفات التفاوض لدولة أخرى في حال اقتضت الضرورة". وانطلقت في جوبا قبل أيام جولة جديدة من مباحثات السلام بين الحكومة السودانية الانتقالية والحركات المسلحة، وسط حضور إقليمي ودولي. وشهدت جوبا في سبتمبر الماضي، توقيع اتفاق إعلان مبادئ بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة تمهيداً لإطلاق محادثات سلام شاملة اليوم، مع سقف زمني شهرين، إلى جانب تشكيل لجنة مشتركة للترتيب للمحادثات، تباشر عملها فورا. وشمل الإعلان إجراءات تمهيدية لبناء الثقة بين الطرفين على رأسها إطلاق سراح المعتقلين وأسرى الحرب والوقف الشامل لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية ومساعدة المتضررين في مناطق النزاعات.