تتابع الأوساط الاقتصادية والدوائر الإعلامية المتخصصة باهتمام النتائج النصفية لأرباح شركة أرامكو السعودية، والصفقات الاستثمارية للتكرير التي تحققها عالميا، وفي هذا الإطار اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" استحواذ عملاق النفط السعودي، أرامكو، على حصة 20% من شركة ريلاينس الهندية سيزيد من ثقلها وتعزيز طاقتها التكريرية عالميا ، بالتوازي مع طاقتها الإنتاجية الضخمة للبترول، في الوقت الذي تستعد فيه للاكتتاب العام الأولي. فبحسب المراقبين ، من شأن الصفقة الجديدة التي تبلغ قيمتها نحو 15 مليار دولار، خفض ديون شركة النفط والكيماويات الهندية العملاقة ، فيما تمنح لشركة أرامكو نفاذاً أكبر إلى سوق سريعة النمو ، عبر مشاريعها واستثماراتها الداخلية والخارجية ، وذلك في إطار استعداداتها للطرح العام الأولي المخطط له ، حيث تمثل هذه الخطوة واحدة من أكبر صفقات أرامكو الخارجية، كما أنها تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الشركة كسب مستثمرين عالميين محتملين للإدراج المرتقب ، وصرح كل من رئيس شركة ريلاينس موكيش أمباني وشركة أرامكو بأن الصفقة لا تزال تخضع للمعاينة اللازمة والاتفاق النهائي. وقالا إن الصفقة تقدر قيمة أعمال ريلاينس في مجال الطاقة بنحو 75 مليار دولار، بما في ذلك الديون. وقال رئيس مجلس إدارة ريلاينس أمباني، كجزء من الصفقة، ستقوم أرامكو السعودية بتزويد مصفاة جامناجار الهندية بما بين 500 و700 ألف برميل من النفط الخام يوميًا. وكانت طاقة التكرير لدى أرامكو تبلغ 4.9 مليون برميل يومياً في نهاية عام 2018، أي ما يعادل حوالي نصف إنتاج السعودية. وصرحت الشركة أن هدفها النهائي هو ما بين 8 ملايين و10 ملايين برميل في اليوم من الطاقة الإنتاجية. وفي وقت سابق من هذا العام، اشترت أرامكو حصة في شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية هيونداي أويل بنك ، لتسهم هذه الصفقات مع شراء حصة أغلبية في شركة صناعة البتروكيماويات السعودية سابك، في تعزيز صورة أرامكو لدى المستثمرين كشركة تتطلع إلى التنويع إلى ما يتجاوز ضخ النفط. وقامت أرامكو في أبريل ولأول مرة بالإدلاء عن تفاصيل مالية مهمة، وجزء من طرح سندات بقيمة 12 مليار دولار الذي جذب اهتمام المستثمرين بشكل غير متوقع حيث بلغ الطلب على السندات عشرة أضعاف قيمة الطرح. على صعيد الأرباح فإنه رغم انخفاضها مقارنة مع نفس المدة الزمنية من العام الماضي جراء تراجع أسعار النفط الخام، إلا أنها تظل ، بحسب مسؤولي أرامكو ، الأكثر ربحية بين الشركات التي تكشف عن أرباحها، متجاوزة أمثال شركة إيكسون وأبل ن وهو ما أكده الرئيس والمدير التنفيذي أمين الناصر بأن النتائج الربحية رغم تراجع الأسعار ، جاءت معززة بالأداء التشغيلي المستمر وإدارة التكاليف والانضباط المالي. وكانت شركة أرامكو قد أعلنت أن الإيرادات قبل الضرائب والفوائد للنصف الأول من 2019 جاءت ب 92.5 مليار دولار، فيما ارتفع التدفق النقدي الحر ليصل إلى 38 مليار دولار، مقارنة ب 36,6 مليار دولار لنفس الفترة من العام السابق.