قديما قالوا " الوقاية خير من العلاج "، ولكن كم من أفراد المجتمع رجالا ونساء من يعمل بهذه الحكمة القديمة ؟ ، الواقع شاهد على غياب ثقافة الكشف الطبي المبكر حيث لا مراجعة للطبيب إلا عندما تشكو الأبدان وتبدو الأعراض، دون ادراك لأمراض كامنة تتربص بها كالضغط والسكري والأخطر منها الأورام وأمراض القلب والكلى وغيرها التي يتفاجأ بها المريض أو المريضة ويكون قد فات كثير من الوقت وفرص العلاج في الوقت المناسب، والدخول في دوامة من المتاعب والقلق على الوضع الصحي، بينما بشيء من الوعي يمكن تجنب ذلك والتمتع بالعافية والحياة بالاكتشاف المبكر للحالات المرضية ومعالجتها ومنع المضاعفات. " البلاد " ناقشت هذه القضية مع عدد من الأطباء والمتخصصين الذين أكدوا على ثقافة الكشف الطبي المبكر والكشوفات الدورية ، لأهمية ذلك في رفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع. يتحدث الصيدلي صبحي الحداد مستشار الاعلام الصحي قائلاً : الفحص الدوري مهم جداً للإنسان خصوصاً من تجاوزا الاربعين او من لديهم مشاكل صحية معينة او لديهم تاريخ مرضي عائلي . وهذا الفحص الدوري يكشف الحالة الصحية ويطمئن الشخص على وضعه الصحي، إضافة الى كشفه الامراض مبكراً وبالتالي سهولة العلاج ونجاعته… والنَّاس لدينا لم يتعودوا على الفحص الدوري .. حيث يذهبون للمستشفى بعد تدهور الحالة الصحية او تفاقمها .. وحين ذلك يصعب العلاج ويتأخر ويكلف الكثير من المال والوقت والجهد. اما الفحص المبكر فإنه غير مكلف ومفيد للغاية ومن الفحوص المهمة للرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين، ومن الفحوصات المهمة للنساء فحص الماموجرام للكشف عن سرطان الثدي. ومن وجهة نظري اقترح ان يكون الفحص الدوري إلزاميا لفئات عمرية معينة او من لديهم تاريخ مرضي عائلي ، وان تضع وزارة الصحة الاشتراطات اللازمة وتفعيل ذلك عبر مراكزها الصحية العديدة . تماماً كما نفعل ونحرص على الفحص الدوري للسيارات. قائمة الفحوصات من جانبه قال الدكتور هيثم ناصر عباس استشاري باطنة وعناية مركزة : كم هي العبارة صادمة عندما يخبر مريض أو مريضة أن ( الحالة تأخرت ) بل هي صعبة أيضا على المريض الذي يضطر للمصارحة وهو يأسف على غفلة الحالة عن الكشف المبكر. ويضيف : نحن كأطباء وللأسف الشديد نواجه هذه الحالات مراراً وتكراراً بسبب وصول الحالة إلى المستشفى بعد أن يكون المرض قد تمكن من الفتك بصاحبه وإن كان هذا ابتلاءً من الله إلا أن له سبب رئيسي وهو نقص الوعي الصحي لكثير من البشر حول أهمية الكشف المبكّر للأمراض المزمنة. فكثير من الحالات التي يتم تشخيصها متأخراً بالسرطان والفشل الكلوي وضعف عضلة القلب بسبب الضغط والسكر والكولسترول – عافانا وعافاكم الله- وكان بالإمكان السيطرة عليها جميعاً لو تم عمل الفحوصات الدورية بشكل مبكّر وهنا من واجبنا التوعية للمجتمع بالثقافة الصحية السلمية للوقاية من المضاعفات وتأخر العلاج. الفحوصات الأساسية المطلوبة في المراحل العمرية : 1- السكر : يجب تحليل السكر، والسكر التراكمي، لكل بالغ فوق 45 سنة او في سن أقل اذا كان هناك أمراض أخرى قد تسبب هذا المرض مثل السمنة، الضغط، الكولسترول، تاريخ مرضي في الأسرة، تكيسات المبايض، سكر الحمل. 2- الضغط : يجب قياسه لكل بالغ فوق 18 عاما وحسب القراءة يتم تحديد مواعيد تكرار القياس . 3- الكولسترول : قياسه في سن مبكر لمن يحمل قابلية كبيرة لهذا المرض (25-30 سنة في الرجال 30-35 سنة في النساء) كالمدخنين أوالذين يعانون من السمنة، أو تاريخ عائلي لجلطة القلب وللذين لا يحملون هذه الأمراض يمكن لهم تحليل الكولسترول بعد سن 35 في الرجال وبعد سن 45 في النساء. 4- هشاشة العظام : عمل فحص أشعة للسيدات خاصة بعد سن 65 سنة أو بعد سن انقطاع الطمث لمن تحمل قابلية كبيرة لحدوث كسور مثل ( اللواتي يتعالجن بالكورتزون، مريضات الروماتويد، المدخنات، صاحبات الوزن الضعيف، تاريخ حدوث كسر في الحوض لأحد الأبوين، أو تاريخ سابق لحدوث كسر للمريضة ) في الرجال يمكن عمل هذا الفحص اذا كان المريض عنده قابلية كبيرة للهشاشة كمن يتعالج بالكورتزون او من له تاريخ سابق بكسر عظمي . 5- أورام القولون : يلزم عمل منظار للقولون لكل من هو فوق ال45 عاما وان كان هناك تاريخ أسري لسرطان القولون فيجب عمله في سن 40 عاما اما اذا كان هناك حالات متعددة في الاسرة او امراض مناعية في القولون فيفضل متابعة طبيب جهاز هضمي لعمل جدول فحص دوري. 6- أورام الثدي : ينصح عمل اشعة صدر mammogram لكل سيدة فوق 50 عاما وبشكل سنوي. 7- أورام عنق الرحم : يلزم عمل مسح لعنق الرحم لكل السيدات فوق عمر 21 عاما كل 3 سنوات. 8- أورام الرئة : عمل اشعة مقطعية لكل المدخنين بعد سن 55 عاما وبشكل سنوي. أعرض سرطان الثدي وفي ذات السياق أوضح الدكتور سمير محمد شعث عضو جامعة هارفارد أن للسيدات 6 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الثدى الذي يعتبر من الأورام الخطيرة ، وهو من أكثر أنواع السرطانات المنتشرة حول العالم وأكدت العديد من الأبحاث أن هناك سيدة من بين 8 سيدات فى العالم تصاب بسرطان الثدى، حسبما ذكر موقع " web Harfard " أما الأعراض فتظهر من خلال تغيرات غير طبيعية فى ثدى المرأة مثل تغير فى حجمة وشكله او ظهور انتفاخات وأورام ، يقوم الثدى بإفراز مادة شفافة ، ومن الممكن ان تحتوى هذه الإفرازات على دم ، او ظهور طفح جلدى حولها . وكذلك ظهور كتلة صلبة أو بارزة مما يتسبب فى تضخم الأنسجة الثدى، ولون جلده من الممكن أن يميل إلى الإحمرار، أيضا الشعور بآلام وتعب وغير ذلك . التقدم الطبي أما الدكتورة حنان الغوابي اخصائية أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم ، فأكدت على الوقاية خاصة وأن التشخيص تقدم كثيرا مع تقدم العلوم والطب والعلاج وقالت : أصبحت بعض الأمراض المستعصية بات علاجها ممكنا العلاج في حال اكتشافها مبكرا ، وبفضل الله الان لا نسيطر فقط علي المرض وقت حدوثه ولكن يمكنا منع حدوثه بالكشوفات الدورية الشاملة للوقاية من الأمراض. وتضيف : يعد الفحص الدوري الشامل أساس الوقاية من الأمراض المحتمل الإصابة بها مستقبلا مثل سلطان الثدي وسلطان عنق الرحم فاكتشاف تلك الحالات مبكرا يرفع من نسب الشفاء وأيضا قد يمنع الاصابه بها من الأساس ويقلل نسب التدخل الجراحي في علاجها، فهناك تحاليل دلائل الاورام وتحاليل بعض أنواع الفيروسات مثل Hymen papilloma virus المتسبب في سلطان عنق الرحم وإشاعات الثدي mammograms التي تعطي فكرة عن احتمالية حدوث هذا ألداء الخبيث والحد منه ورفع نسب الشفاء الكامل منه بإذن الله تعالي . أيضا توصلنا في مجال اطفال الانابيب وببعض التقنيات الحديثة من منع الأمراض الوراثية في الاجنه واكتشاف وجودها بالاجنه وبالتالي لا يسمح بالحمل إلا بالاجنه السليمة فقط وذلك بتقنية PGD ، وبذلك نتجنب الكثير من الأمراض الوراثية فالاجنه والتشوهات الخلقي. كذلك نستطيع فحص السائل الامينوزي المحيط بالجنين واكتشاف الكثير من الأمراض في تلك المرحله، بل التدخل في بعض الأحيان لعلاج الجنين داخل الرحم وعمل بعض الجراحات الدقيقة له فيولد سليما معافى بفضل الله .. من هنا نستطيع القول ان الكشف المبكر للأمراض والفحص الدوري لها يساعدنا في الوقايه منها او علي الأقل كبح جماحها ومضاعفتها. سلامة البشرة وفي جانب صحي آخر تناولت الدكتورة غادة عرابي أخصائية في الأمراض الجلدية والتناسلية اسباب سرطانات الجلد وطرق الوقاية منها فقالت : ليس كل ما يظهر ويتغير على الجلد هو سرطان إنما يتم تحديد نوع التغير عن طريق فحص الجلد وعن طريق الخزع الجلدية. تعتبر الاشعة UVB و UVA ذات دور كبير في حدوث ونشوء سرطانات الجلد. وعوامل الخطورة تتلخص فيما يلي : لون البشرة الفاتح ، الشامات ، التعرض الغير ضروري لأشعة الشمس ، وجود قصة عائلية لسرطان جلدي ، ضعف الجهاز المناعي . أما أعراض الخطر والشك في وجود سرطان جلدي ، فتبدو في تغير غير طبيعي يطرأ على الجلد و تغير في الشامات ( وجود حكة – عدم انتظام اللون ، وجود جرح لا يلتئم أو قرحة غير مؤلمة ولا تلتئم ) . تتم الوقاية عن طريق تجنب التعرض المديد والغير ضروري للشمس من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الرابعة عصراً، وفي حالة التعرض يجب استعمال واقيات شمس عالية الحماية ، وضرورة مراجعة الطبيب في حالة الشك بأي آفة جلدية ليسهل علاجها وتشخيصها وعلاجها مبكرا.