أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى للجيش الأمريكي عن تطوير مجهود بحري متعدد الجنسيات، في إطار عملية أطلقت عليها اسم "الحارس" لزيادة المراقبة لضمان حرية الملاحة على ضوء الأحداث الخطيرة من الاعتداءات الإيرانية على ناقلات النفط وإسقاط طائرة مسيرة أمريكية، الأمر الذي استدعى تحركا دولية، لتأمين أنحاء الخليج العربي مضيقي هرمز وباب المندب وخليج عمان، من خلال توفير حراسة الدول لسفنها التي ترفع علمها مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته، والتزام واشنطن بدعم هذه المبادرة بين الشركاء الإقليميين والدوليين. "البلاد" استطلعت آراء خبراء ومحللين عسكريين واقتصاديين حول هذه الخطوة ، حيث يرى العميد البحري الركن متقاعد عمرو العامري ، أن عملية "الحارس" مشابهه لعملية " الحرية الدائمة" والتي قادتها الولاياتالمتحدة قبل خمسة عشر عاما في المحيط الهندي وبحر العرب ضد القرصنة وامام السواحل الصومالية ، والتي تكونت حينذاك من عدة دول في مقدمتها الولاياتالمتحدة ، ولذلك تكمن أهمية خطوة "الحارس" في تأمين الملاحة بالخليج العربي وباب المندب من الاعتداءات الإيرانية ، وبالتالي هي رسالة الى إيران بأن الحصار النفطي جدي وسيطول وان العالم مستعد لمواجهة حماقات النظام الإيراني في المضائق والمياه الدولية.. وفي السياق نفسه أكد اللواء متقاعد عبد الله بن حسن جداوي ، متخصص في شؤون السلامة الصناعية ، أن إعلان واشنطن عن عملية الحارس تشكل ثقلا عالميا لضمان حرية الملاحة في واحدة من اهم مناطق عبور التجارة الدولية ، وتساهم في ضمان التبادل التجاري بين دول العالم دون مخاطر ، حيث تنظر دول العالم وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الى تنمية الشعوب وتطوير الصناعات والتبادل التجاري الذي هو الركيزة الأساس في قياس نمو الدول وتطورها، بخلاف ايران التي تحاول تعطيل وتقويض مصالح المنطقة والعالم ، حيث تأتي عملية الحارس في وقت حساس جدا ومناسب لوقف الصلف والإرهاب الإيراني الذي ظن في مرحلة من المراحل أنه القادر على فعل ما يريد وتنفيذ مخططاته الرامية إلى إشعال المنطقة وتبديد ثرواتها ومقدراتها الاقتصادية والعودة بها سنوات طويلة إلى الوراء ، فالعالم لن يقف متفرجآ أمام من يحاول تدمير الاقتصاد واشعال فتيل الحروب هنا وهناك وستجد إيران عالما واحداً متحدا يقف بكل قوته امامها. من جانبه قال اللواء متقاعد الدكتور علي بن حسين الحارثي ، مدير عام السجون سابقاً عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان حالياً ، أن عملية الحارس التى اعلنت عنها واشنطن لها مغازي وأهداف منها : حشد تحالف دولي لحماية الممرًات المائيه فى منطقة الشرق الأوسط وبالذات فى الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز الذى يمر منه 30./.من احتياج النفط للعالم ، وكذلك باب المندب بحيث تشارك كل دوله بحماية سفنها التى ترفع علم بلادها وتتحمل التكاليف الماديه واللوجستيه لهذه العمليه ولترى من هو مع او ضد. وفي القاهرة قال أحمد قبال الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى أن عملية الحارس ستمكن الدول المشاركة فيها من توفير حراسة لسفنها التي ترفع علمها في مضيق هرمز وباب المندب، مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته، ما يدفع بالعديد من الدول للانضمام لتلك العملية خاصة شركاء الولاياتالمتحدة ودول كبرى لها مصالح بالمنطقة، ومن ثم تسعى الولاياتالمتحدة لحشد أكبر تجمع عسكري في الخليج، لمواجهة أي استفزاز ايراني ، مضيفا بأن الخطوة الأمريكية جاءت كرد فعل سريع أعقب توقيف الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط بريطانية، قبل التوصل إلى أي حلول مع الجانب الايراني ومن قبلها اعتدءات ارهابية ضد عدد من الناقلات ، مؤكدا أن العملية تعد هامة للغاية في تشكيل تكاتف دولى كبير من أجل إرساء دعائم الأمن للملاحة البحرية والمنطقة.