في تحد جديد للسلم العالمي، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، برفع درجة تخصيب اليورانيوم بدرجة أكبر من المتفق عليها بالاتفاق النووي. وقال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني إن بلاده تنوي فعليا أن تنتج اعتبارا من 7 يوليو الجاري اليورانيوم المخصب بدرجة تفوق الحد الأقصى المسموح به ضمن الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى والبالغ 3,67%. وتابع قائلا: سنضع هذا الالتزام جانبا، وسنرفع الدرجة إلى أعلى من 3,67% بقدر ما نريد، وبقدر ما يلزم وبحسب ما تتطلب احتياجاتنا”. وتسعى طهران للتمسك بأحلامها التوسعية بشتى الطرق، فبعد أن أصبحت ميليشياتها في العراق وسوريا، مرفوضة وغير مرحب بها حتى من قبل بغداد ودمشق، بات من الضروري لإيران أن تستحدث أساليب أخرى، علها تؤمن لنفسها موطئ قدم في المحافل الدولية، بعد ان دفعت سياساتها الجميع الى الاصطفاف في مواجهتها، وعلاة على ذلك، وفي ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران، ربما لم يعد باستطاعتها إمداد أذرعها بالدعم للإبقاء عليها. وتتزامن جهود إيران التي تمني بها النفس بتعويض تدهور أوضاعها على كل الصعد، مع خيبتها بما كانت تعول عليه من الموقف الأوروبي عقب لقاء فيينا الذي وصفته بالمخيب للآمال. وعادت إيران بعد اللقاء إلى سياسة “الابتزاز النووي” والعزف على وتر تخصيب اليورانيوم الذي يوشك أن ينقطع من كثرة استخدام إيران له بعد تصاعد أزماتها. وقد باتت الدول الأوروبية التي كانت تحاول الاصطفاف الى جانب طهران، تلوح بالسير على الطريق الأميركي بالانسحاب من الاتفاق إذا ما خصبت إيران اليورانيوم فوق المسموح بالاتفاق الموقع عام 2015. وبدلا من جني ثمار التهديد، ينقلب السحر على الساحر وتجد إيران نفسها مهددة بالمزيد من العقوبات، في ظل اقتصاد مترنح وعقوبات تحرمها من مليارات الدولارات من عائدات النفط. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر النظام الإيراني من خطورة تجاوز الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم المخصب. وقال ترامب، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن إيران كانت تنتهك الاتفاق النووي الذي سمح لها بالحصول على 150 مليار دولار، والآن تتجاوز الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم المخصب. وأوضح الرئيس الأمريكي أن “تجاوز إيران الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم المخصب ليس جيدا”. يذكر أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كان قد أعلن أن إيران تجاوزت الحد المسموح به لاحتياطاتها من اليورانيوم المخصّب بموجب الاتفاق الدولي الموقع عام 2015 بشأن برنامجها النووي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية “إسنا”. وقال ظريف في حينه: “بناء على معلومات بحوزتي، تجاوزت إيران حد ال300 كلغ” من اليورانيوم منخفض التخصيب. بدورها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاوز طهران الحد المسموح به لمخزونها من اليورانيوم المخصب.