منذ لحظة الإعلان عن انتخابات رئاسية جديدة في موريتانيا، فرض وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني اسمه في السطر الأول لقاموس الاقتراع كمرشح للأغلبية في البلاد. وكان الغزواني اعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت السبت، بمشاركة ستة مرشحين، بعد فرز أكثر من 80% من الأصوات. وتقول سيرة الرئيس الموريتاني الجديد، محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، انه مولد في مقاطعة “بومديد” التابعة لولاية “لعصابة” جنوب شرق البلاد، حيث ولد سنة 1956 لأسرة تشتهر بالزهد والصلاح، حيث كان والده شيخا لطريقة صوفية تسمى “الغظفية”، وتحظى باتباع كثر. وبدا “الغزواني تعليمه متأثرا بثقافة أسرته، بحفظ القرآن ودراسة العلوم الشرعية، قبل أن يلتحق بالمدرسة الحديثة حيث نال شهادات الثانوية العامة، ثم الدراسات الجامعة العامة في القانون، فماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية من الجامعة الأردنية، ليصبح أول رئيس موريتاني يحمل هذه الدرجة العلمية، ويتميز بجمعه للغتين الفرنسية والإنجليزية بجانب لغته الأم (العربية). وحين لامس عمره ال22 عاما انخرط الغزواني في الجيش، وتحديداً سنة 1978 برتبة ملازم، ثم استلم أول المهام كقائد فصيل مشاة المنطقة العسكرية الثالثة سنة 1981، ثم قائدا لكتيبة المدرعات سنة 1991. وفي 2004 تولى مهمة قيادة المكتب الثالث (المخابرات العسكرية)، فمديرٍ عام للأمن سنة 2006، ثم قائدا لأركان الجيش سنة 2008، وأخيرا وزيراً للدفاع سنة 2018، بعد التقاعد من المؤسسة العسكرية في نفس السنة. وحفل المشوار المهني للرئيس الموريتاني الجديد، بعدد من الأوسمة، لعل أهمها: وسام فارس في نظام الاستحقاق الوطني، وكذلك وسام كوماندوز من النظام نفسه، ثم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وكوماندوز قوات الشرف الفرنسية. ويصنف “الغزواني” نفسه كمرشح إصلاحي في خلافة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز، إذ تحدث أمام أنصاره خلال سهرة انتخابية مهنئًا الشعب الموريتاني ب”اختيار استمرار نهج الإصلاح”. وفي الأول من مارس 2019، أعلن محمد ولد الغزواني ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ حيث حظي بدعم طيف سياسي موريتاني واسع، شمل بالإضافة إلى الأغلبية والحزب الحاكم، عددا كبيرا من الأحزاب والشخصيات المنشقة عن المعارضة. ومنذ الإعلان الرسمي لترشح “الغزواني”، ظل الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز، داعماً له بل، واعتبر أن التصويت له يمثل استمراراً لنجاح البلاد في حربها على الإرهاب.