عقد الحزب الحاكم في موريتانيا مؤتمره العام السبت لاختيار قيادة موالية للرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني وإبعاد سلفه الرئيس محمد ولد عبدالعزيز من المشهد السياسي. وجاء انعقاد مؤتمر «الاتحاد من أجل الجمهورية» في الضاحية الشمالية لنواكشوط، بحضور أكثر من 2, 200 مندوب أتوا من كافة أنحاء البلاد، وقال أمينه العام بالنيابة محمد ولد عبدالفتاح إنّها فرصة لتعديل القوانين الداخلية والانفتاح على أحزاب أخرى، بخاصة التي دعمت الرئيس الموريتاني الجديد خلال الانتخابات التي أقيمت في حزيران/يونيو. وقال أحمد ولد سالم، وهو مشارك في المؤتمر وكان مؤيدا في السابق لولد عبدالعزيز، «إنّه الوقت لتوافق الآراء حول رئيسنا الغزواني الذي أقنع الجميع، بما في ذلك المعارضة. الآخر (ولد عبدالعزيز) لم يعد أحد يتكلم عنه، باستثناء مواقع التواصل الاجتماعي. عليه أن يتقاعد». ومن جهته، قال المشارك ناجي داه «بالنسبة إلينا، إنّها إعادة تأسيس للحزب». ووصل ولد عبدالعزيز إلى السلطة إثر انقلاب في 2008، وانتخب رئيسا لولايتين في 2009 و2014. ومثّل انتقال السلطة إلى خلفه في الصيف الماضي أول انتقال بين رئيسين منتخبين في هذا البلد الذي شهد عدة انقلابات بين 1978 و2008. وفي 20 كانون الأول/ديسمبر، قال ولد عبدالعزيز في مؤتمر صحافي قاطعته وسائل الإعلام الحكومية، إنّ «الاتحاد من أجل الجمهورية يعيش في أزمة حادة» تقوّضه، عازيا الأزمة إلى «أوامر السلطة». محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني البصادي المعروف شعبيًّا بالغزواني. ولد الغزواني، هو رئيس موريتانيا. شغل مناصب عسكريّة وأمنيّة رفيعة من بينها: الإدارة العامّة للأمن الوطني، قيادة الأركان، وقيادة الأركان العامّة للجيوش التي استمرّ فيها إلى أن عُيِّن وزيرًا للدفاع في أكتوبر 2018، أسابيع قليلة قبل تقاعده. في الأول من مارس 2019 أعلن محمد ولد الغزواني ترشّحه للرئاسة خلفًا للرئيس المنتهية ولايته محمد ولدعبد العزيز، وفي يونيو أعلنت لجنة الانتخابات المركزية فوزه برئاسة الجمهورية. ولد بمدينة بومديد وسط البلاد لأسرة صوفية تشتهر بالزهد والصلاح ولها نفوذ روحي وصلات اجتماعية قوية مع حضور اقتصادي خاصة في ولايات أدرار ولعصابة وتكانت والحوض الغربي، وتلقى تعليمه الأولى بين ذويه حتى حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه واللغة. حصل على بكالوريا التعليم الثانوي وشهادة جامعية في القانون وماجستير في العلوم العسكرية والإدارية في المملكة الأردنية، وهو أول رئيس موريتاني يحمل شهادة ماجستير، ويتحدث ثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية.