دعا عدد من الأطباء إلى ضرورة الاهتمام " بروشتة " طبيب الأسرة والذي أصبح مطلبا في الوقت الراهن ، خصوصا وأنه بمثابة مستشار لديه أرشيف صحي لكافة أفراد العائلة منذ الولادة حتى سن الشيخوخة فضلا عن أنه مفتاح الرعاية الصحية الشاملة لأفراد الأسرة ، لافتين في الوقت نفسه أن وجود طبيب الأسرة من الآليات التي تدعو إليها منظمة الصحة العالمية لما له من أهمية كبرى خصوصا أن طبيب الأسرة هو المعني بإحالة المريض وتوجيهه وإرشاده إلى التخصص الذي يناسب حالته الصحية. وأضافوا أن الحاجة ما زالت كبيرة لأخصائيين في طب الأسرة والمجتمع في المملكة ، فعدد الأطباء في هذا التخصص قليل جدا ، ولا يتناسب مع عدد السكان فضلا عن أن هناك ما لا يقل عن ألفي مركز رعاية صحية أولية في المملكة التي تتبع إلى وزارة الصحة عدا القطاعات الأخرى مثل القطاعات العسكرية والمدن السكنية وغيرها وكل مركز يحتاج إلى أن يكون فيه طبيب استشاري في طب الأسرة والمجتمع على الأقل. يشار إلى أن 90 % من الحالات المرضية يتم علاجها عند المتخصصين على مستوى طب الأسرة و10% هي فقط نسبة الذين يحتاجون إلى المتابعة من قبل الاختصاصيين. " البلاد " إلتقت عددا من المرضى والأطباء والذين تحدثوا عن أهمية طبيب الأسرة مؤكدين أن وجوده ضرورة قصوى في المجتمع. جرافيك يوضح عدد المراكز الصحية و عدد المراجعون في العام الماضي
بداية ذكرت رانية محمد ، عن موقف تعرضت له عندما ارتفعت درجة حرارتها ، ولم تستطع وقتها الذهاب إلى المركز الصحي في ساعة متأخرة من الليل ، خصوصاً وأنها كانت لوحدها في المنزل ، وأن المراكز الصحية تفتح أبوابها صباحا ، وأشارت إلى أن طبيب الأسرة وجوده مهم ، في مثل هذه الحالات الطارئة. خدمة المرضى وتقترح مرام الحربي ، أهمية تخصيص أوقات خاصة لطبيب الأسرة ، مع توفير خدمة " أون لاين " والمتمثلة في استقبال الحجوزات الخاصة للعملاء ، سواء كانت في مستشفيات القطاع الخاص أو المراكز الصحية التي في الأحياء وذكرت أن المراكز الصحية تسعى جاهدة لخدمة المرضى ، وتقدم خدمات جيدة ، غير أن طبيب الأسرة " روشتة " هامة لأنه يوجه المريض إلى التخصص الذي يناسب حالته الصحية. قرار مهم وقال الدكتور الطبيب محمد إدريس " أؤيد بشدة وجود طبيب الأسرة ، وإيجاد ملف لكل مريض في المركز الطبي التابع للحي ، وكل شخص يريد الحصول على هذه الخدمة يقوم بالتسجيل ويدرج اسمه في طلب الخدمة ولابد أن يتواجد طبيب عام للمرضى عند اللزوم دون القيام بدور اسعافي ، أي أن يقوم بدور توعوي وتثقيفي وتأكيد للمرضى الذين في الحي". وأضاف أن ثقافة طبيب الأسرة غير موجودة في المجتمع ، موضحا أنه في حالة صدور مثل هذا القرار من وزارة الصحة فسيكون أول من يطبقه ، وعلى استعداد لتبني الموضوع الذي يحتاج الى تسليط الضوء عليه. خطط العلاج الطبي ومن جانبه قال مدير الاتصال المؤسسي بالهلال الأحمر بمحافظة جدة والمتحدث الرسمي للهيئة بالمحافظة عبد الله الزايد إن مشروع طبيب لكل حي هو مماثل لطبيب لكل أسرة ويتم وضع خطط العلاج الطبي للحالة عن طريق المراكز الصحية الاولية في الأحياء السكنية حسب حاجة كل حي وطبيب الأسرة هو من يجب الاتصال به قبل غيره في حالة المرض وطلب العلاج. وفي بعض البلدان ، من الضروري على كل فرد أن يكون عنده طبيب أسْرة خاص يتابع أحواله الصحية ، ويكون لديه ملف طبي للشخص يضم تاريخه العلاجي بما في ذلك الأدوية والعمليات والحالات المرضية ونتائج الفحوص الطبية. توفير الرعاية وأضاف الزيد في معظم الأحيان ، يكون طبيب الأسرة مختصّا في الطب العام أو الأمراض الباطنية أو طب الأطفال. وعندما يحتاج المريض إلى علاج من نوع خاص أو فحوص مخبرية محددة أو فحوص من نوع معيَّن أو عرض على طبيب مختص في جزء معيَّن من الجسم مثل القلب والدورة الدموية مثلا. فطبيب الأسْرة هو المعني بإحالة المريض وتوجيهه وإرشاده إلى ما هو أفضل له وأنسب ، ولا يمنع المريض من الاتصال المباشر بطبيب مختص ، فله إن شاء أن يفعل ذلك بنفسه ، لكن عليه التأكد من تأمينه الصحي ، الذي هو في الغالب لا يغطِّي أكثر من الرعاية الصحية الأساسية ، أي الحدّ الأدنى. تخفيف العبء وقالت استشاري الطب النفسي وخبيرة الأممالمتحدة الدكتورة منى الصواف إن فكرة وجود طبيب عام في كل حي هي من الأمور التي تدعو إليها منظمات الصحة العالمية والدولية لما له من أهمية كبرى مؤكدة أنه يمكن تلخيصها في عدة نقاط * تخفيف العبء والازدحام عن المستشفيات المركزية بحيث يصبح المستشفى كمرجع للحالات الحرجة أو المستعصية . * الاستفادة من الكوادر الطبية المؤهلة خاصة الأطباء حديثي التخرج للاستفادة والتدريب تحت الإشراف المتواصل من الاستشاريين مما يجعل لديهم إمكانات أفضل وفرص للالتحاق بالتخصص . * المساعدة في تشجيع الأشخاص الذين لديهم أسباب تمنعهم من الذهاب للمستشفى مثل حالات رهاب المستشفيات للحصول على العلاج الطبي المطلوب . * المساهمة في نشر الوعي الصحي الإيجابي والمساهمة في الفعاليات الصحية في كل حي . * المساهمة في اكتشاف الحالات المرضية الوبائية قبل انتشارها.