يطول الحديث عن العلاقات المتجذرة بين ملالي إيران من جهة، وحاخامات إسرائيل من جهة أخرى، ولن يحتار عاقل مدرك بمعرفة حجم المصالح المتبادلة القائمة على التقية منذ زمن طويل يعود إلى العام 1979م بين الجانبين والمرتبطة بمكاسب منتظرة ومتفق عليها سلفا وفقا لخطط تشريعية واخرى تنفيذية تستشرف مستقبل المنطقة وتستحضر الأدوار والمهام عبر ورش عمل مكثفة، بل مراجعات دورية يقودها يهود إيران بعلم واشراف رأسي السلطة «خامنئي ونتنياهو»، وبعض اللجان السياسية المتخصصة فيما سمي بملف التقارب، وهو للحق ملف التقاسم ، فمنصب الولي الفقيه الذي يطلق عليه ايضا المرشد الاعلى من باب التلطيف تم استحداثه للجمع بين السلطتين الدينية والسياسية في ايران لتحقيق اهداف بعيدة المدى وأخرى تمهد للمبتغى والمقاصد بمبرر الحاجة لوجود نائب للإمام المهدي المنتظر على أن المرشد الأعلى او الولي الفقيه متعهد بتسليم السلطتين للمنتظر حين خروجه وهو الأمر المحرض على عمل يضمن سيطرة شاملة واسعة تضمن هي الأخرى تحقيق شروط خروج المنتظر وفق المعتقد الذي تم استثماره، ولهذا جرم الملالي قيام المساجد وسهلوا قيام المعابد اليهودية. ولكي تضمن الدولة استمرار خططها بتمثيل ثابت يعطل كافة القرارات غير المتجانسة مع الفكر الثوري ويتوافق مع أهواء وقناعات الملالي ويرتفع لسن الاحكام بل يرتقي فوق هامة جميع الصلاحيات فقد تم تحصين المرشد مثلما تم تحصين اجنحة صناعة القرار بمجالس متدرجة ذات مسئوليات مختلفة لإنجاز هدف واحد يصب في صيانة نظام يقوم على دمج المنصب السياسي والمقام الديني في منصب واحد وبيد شخص واحد لتحقيق كافة التطلعات والرؤى وعلى رأسها قيام امبراطورية فارس حتى لو ادعى الأمر التحالف مع ابليس فليس هناك على الاطلاق ما يمنع اصحاب القرار في ايران من التحالف مع اسرائيل وغيرها لتحقيق المقاصد. وقد بدأ التمهيد بإشعال فتيل الطائفية التي كانت خافتة حتى ظننا أنها اختفت قبل وصول الخميني لأرض ايران في اعقاب سقوط حكم الشاه وشروع الملالي بتنفيذ المخطط الذي تأخر في البدء متأثرا بالحرب التي دارت رحاها بين العراقوايران وثبت من خلالها هشاشة وخوار قوى الجيش الايراني على مدار ثماني سنوات. صحيح أن ارث ايران الحضاري الممتد والموغل بالقدم قد تعرض لمغامرات غير محسوبة قديما وحديثا لكن الاكثر صحة أن هاجس صيانة وترميم إمبراطورية فارس ظل حلما قائما متجذرا في الوجدان وقيام تلك الامبراطورية التي سادت ثم بادت على رأس اهم الدوافع المؤدية لتحديث الانظمة والقبض على السلطة من خلال فئة دون بقية الفئات فيما يحقق الاهداف بالإضافة لإشغال الداخل بالهروب لمشاغبة الخارج عبر تأسيس الميليشيات وخلق هالة من العداء المفتعل من خلال إشعال المذهبية وتسطيح العقول حتى باتت افعال العامة مشوهة للإسلام والمسلمين في كافة بقاع الأرض. لم يقف الحال عند هذا في سبيل الوصول للهدف المرسوم سلفا فالعلاقات الوثيقة بين اسرائيل وايران مدعومة بعلاقة لوجستية مماثلة ذات بعد استعماري يقوم على استثمار الخلافات والمناوشات وتهيئة الفرائس وتأجيج ما عرف «بفرق تسد» اضافة الى بعد ديني يتم استغلاله لتكوين علاقات مع منظمات وجماعات متطرفة ليست ذات علاقة بالتركيبة الاساسية لنظام الحكم في ايران الا ان تقاطع المصالح ورغبة اشعال فتيل الفتن عاجلا غير آجل أدى لتودد الملالي لتوثيق العلاقات مع تلك المنظمات بل تأسيسها ودعمها وتمويلها، فقدم الملالي عروضا ، مغرية واصبح التراب الايراني حاضنا لأعضاء القاعدة وداعش المحتاجين لحاضنة لم يجدوها الا في طهران التي لم تتوقف عند هؤلاء فقط وهي الساعية لضمان نجاح مخطط تصدير الثورة والفوضى بالعمل على استثمار فقدان الأمن في استرضاء الفصائل والمنظمات والتودد لها ودعمها ، ثم تمادت ايران ليمتد نفوذها لتنفيذ المخطط الرئيس لاستمالة دول ذات اطماع مماثلة من حيث الشكل والهيئة والإرث التاريخي واخرى غارقة في هواجس التقزيم شاعرة بالنقص تواقة للتضخم مترفة ماليا حد التبذير فنجح المعممون بخداع الدوحة وتركيا واخفقوا مع عشرات الدول بعد ان كادوا – لولا لطف الله – أن يسقطوا القاهرة قلب العروبة ابان حكم الاخوان القصير والفاشل ، ولعل الحصيف المتابع الفطن لمخطط الملالي قد كشف حجم التبادل التجاري والتعاون الصناعي بين طهران وتل ابيب وصافحت عيناه قاعات الاجتماعات وهي تعج بالمعممين من الجانبين وشنفت أذنيه بالشعارات العلنية الجوفاء على شاكلة «الموت لأمريكا الموت لإسرائيل « فتل ابيب التي لا تبعد عن فوهات المدافع الايرانية المنصوبة على سفوح جبال سوريا تنعم بالأمن والطمأنينة لم تطلق ايران باتجاهها طلقة واحدة فيما تمت استباحة دماء العرب المسلمين في كل مكان من خلال وكلاء طهران في المنطقة وميليشياتهم عابرة القارات ، فالمعممون عقدوا العزم على تفخيخ المنطقة ووضعوا الزناد في ايدي ابنائها ليصبحوا حطبا لنيران توقدها اطماع ملالي ايران عبر تأجيج طائفي مقيت يضرب الاستقرار ويؤخر التنمية ويقضي على احلام الأمة بحياة آمنة. لن تنجح ايران في تحقيق مبتغى خامنئي المجافي للفطرة الانسانية في اعقاب استشعار الايرانيين للفوارق المعيشية الشاسعة وادراكهم للعبث المالي والأمني خاصة ان ثروات الملالي تتضخم بشكل لافت حتى تجاوزت مئات المليارات من الدولارات فيما يعيش ابناء ايران تحت خط الفقر ، ولهذا توالت المظاهرات التي تقمع بوحشية وتعالت الاصوات تنادي بالخروج من العالم العربي والالتفات للداخل الايراني وسينجح الشعب باقتلاع بلوى جثمت على صدور الإيرانيين في القريب العاجل ولن تتحقق احلام الناقمين على الاسلام والمسلمين التي ظلت ظواهر صوتية ممقوتة تهدد وتتوعد وتتوارى خلف العصابات.