رؤية : إبراهيم الشتوي وتعشوشب ملامح شاعرٍ يملا المكان أزمان الى ماهاجر الطير الغصن وأفضى عن المستور ابتبع غيمة أشعاري واعدي وحشة الجدران وأسافر في فضا فكرٍ عميق وخاطرٍ مكسور مدام الطرس ركبي والقلم والمحبره عنوان تبجّح ياقصيدي لا تخاف ويفزعك حنجور انا من يضرب الارض بعصاه وينبعث بركان اشب النور في كبد السما واسفر عن الديجور وانا ياما شعمت الليل والقمرا طفل نعسان خذاه النوم من كف السهد لأول طلوع النور يصحيني هوى الغايب ، يغيبني هوى الخلّان تباريح الوله بين التمني والحقيقه بور بعيد هناك في بحر الغرام اصارع الطوفان وانا ريحة هلي في دفتري والسابحين طيور هنيّك يالدفاتر لا رعد ، لا برق ، لا هتّان تضمين الكلام العذب في جوفك رضا وسرور ومن خلف الكلام العذب شاعر في بعض الاحيان يموت مْن الوله وأحيان يرسم ف الرمال الحور على ماناحت الورقا وجا للسالفه تحنان تسامت عزتي فوق الثرى والمبغضين قبور نص مكتمل معنى ومبنى يأتي من حدائق الشعر ولا يقطع صلته بها ، يمطر بأحاسيسه فيعشوشب المدى بالعطر ، نص محملا بالشعر ومكتملا معنى ومبنى ، ومن عتباته الأولى يشرق ضوء اللغة ، ونغرق بها تفاصيلا ومحاصيلا حيث يقول: “وتعشوشب ملامح شاعرٍ يملا المكان أزمان , الى ماهاجر الطير الغصن وأفضى عن المستور” من هنا تحضر أنا الشاعر في انثيال فكري ولغوي عبر المجردات والتجسيم والتشخيص والصور الفنية الأنيقة: “ابتبع غيمة أشعاري واعدي وحشة الجدران, وأسافر في فضا فكرٍ عميق وخاطرٍ مكسور” وتتصاعد الأنا في حضور شاعري ، عبر تقانات الشعر ، وابتكارات الصور ومنارات الإبداع : ”انا من يضرب الارض بعصاه وينبعث بركان, اشب النور في كبد السما واسفر عن الديجور” ثم تحضر الأنا مرة أخرى عبر المتضادات النور والظلام ، في قوله : “وانا ياما شعمت الليل والقمرا طفل نعسان, خذاه النوم من كف السهد لأول طلوع النور” وفي هذه الصورة الحركية ، وعبر مشهد متنامي حسيا ونفسيا تكتمل أبعاد هذه الرؤية والرؤيا: ”بعيد هناك في بحر الغرام اصارع الطوفان، وانا ريحة هلي في دفتري والسابحين طيور” ونجد في هذا البيت المعادل الموضوعي ” الدفاتر ” حيث يبوح لها عن مكامن الذات وأماكن الحلم ، في تدفق شاعري منهمر: “هنيّك يالدفاتر لا رعد ، لا برق ، لا هتّان، تضمين الكلام العذب في جوفك رضا وسرور” ليجمع لنا شعره ورسمه في لوحة فنية متجلية كما قال عنها سيمونيدس : (الرسم: شعر صامت، والشعر: تصوير ناطق..): “ومن خلف الكلام العذب شاعر في بعض الاحيان, يموت مْن الوله وأحيان يرسم ف الرمال الحور” وأخيرا يستغل الشاعر عنصر المكان في هذه الصورة المجردة: ”تسامت عزتي فوق الثرى والمبغضين قبور” ومن خلال الأبيات السابقة يتضح لنا مدى نضج هذه التجربة الشعرية وعمقها واكتمالها بما يمتلك من أدوات فنية متجددة وقدرة ابداعية مدهشة لبناء المنجز الشعري بوعي تام، عبر مظاهر الانحراف والانزياح اللغوي داخل النص، معطيا للمعنى ابعادا أخرى وبمفردات متناغمة حرفا وصوتا وايقاعا، وقدرته على رسم صور شعرية تبعث الدهشة والمتعة والذهول في صور ترتكز على عناصر الطبيعة في مفارقاتها وانزياحتها، كما نجد أن الزماكنية ممتدة في تجربة الشاعر كعنصر من عناصر البناء الفني وما تحمله بقيمتها العاطفية والجمالية ،مثمرة في هذا المنجز الشعري الرائع. «هنيّك يالدفاتر»