سلط تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية الضوء على استخدام الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين في المدينة، واجبرهم على المشاركة في معاركها مع الجيش الوطني الليبي. وقالت الصحيفة البريطانية انه منذ بدء معركة طرابلس في 4 أبريل الجاري، قال مهاجرون ولاجئون في 3 مراكز احتجاز في طرابلس ومحيطها، إنهم أخرجوا من القاعات وأُمروا بحمل الأسلحة، مع نقل بعضهم إلى قواعد عسكرية حول المدينة. ويشعر عدد كبير من المهاجرين المحتجزين داخل مجمع عسكري في مدينة تاجوراء بالقلق من أنهم سيصبحون ضحايا أو أهدافا بعد إجبارهم على دعم الميليشيات المسلحة في طرابلس. وتقول منظمات حقوق الإنسان، إن إجبار اللاجئين والمهاجرين المحتجزين، على دعم الجماعات المسلحة، يمكن أن يشكل جريمة حرب، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤول في "هيومن رايتس ووتش". ونقلت الصحيفة عن أحد المهاجرين قوله: "غسلنا سيارات من دماء الجنود الذين قتلوا على جبهات القتال. وضعوا الجثث في السيارات العسكرية. لا أشعر أنني بحالة جيدة، لكن ليس لدي خيار". ويوجد حاليا في ليبيا حوالي 6000 لاجئ ومهاجر محتجزين في مراكز تحت سيطرة ميليشيات طرابلس المرتبطة بحكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج. وتحدث 10 محتجزين حاليين وسابقين في معسكرات ليبية داخل طرابلس ومحيطها، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، عن تجاربهم في السخرة على يد الميليشيات المسلحة. ووصف محتجز بأحد المراكز في طرابلس ليبيا بأنها "سوق للبشر"، مضيفا أن "المهاجرين يجبرون على العمل كعبيد". وفى سياق متصل أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع حصيلة ضحايا المعارك في طرابلس وحولها إلى 254 قتيلا و1228 جريحا. وقالت المنظمة، عبر صفحتها على "فيسبوك"، إنها أجرت 152 عملية جراحية، بينها 89 عملية جراحية كبرى للمصابين في معارك طرابلس وذلك عبر فرقها الطبية المتخصصة. كانت آخر حصيلة لضحايا المعارك في طرابلس أعلنتها منظمة الصحة العالمية السبت الماضي وبلغت 220 قتيلا و1066 جريحا.