وجدت الولاياتالمتحدة نفسها في معزل عن بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف ب"سيادة إسرائيل" على هضبة الجولان السورية، حيث لقي القرار اعتراضا من بقية دول المجلس. وباستثناء واشنطن أعرب جميع ممثلي الدول الأعضاء عن قلقهم العميق من تداعيات الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة، مستنكرين القرار بشدة. وأكد مندوبو الدول الأعضاء، في جلسة علنية أن القرار الأمريكي لن يغير وضع الجولان باعتبارها أرضا احتلتها إسرائيل عام 1967. وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتّحدة فلاديمير سافرونكوف، إن "القرار الأمريكي يشكل تجاهلا للقانون الدولي، وانتهاكا لقرارات الأمم المتّحدة". وتابع: "نحن قلقون بشدة لأن هذا القرار أحادي الجانب سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة". موقف روسي أيدته كل من بلجيكا وألمانيا والكويت والصّين وإندونيسيا وبيرو وجنوب أفريقيا وجمهورية الدومينيكان، ممن اعتبرت أن القرار الأمريكي "الأحادي" يتعارض مع الإجماع الدولي الذي يعتبر الجولان أرضا سورية محتلة. من جانبه، شدد مندوب الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة، منصور العتيبي، على أن "الجولان أرض سوريّة تحتلّها إسرائيل"، مطالبا ب"تحريرها". واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية عام 1967، قبل أن يقر الكنيست في 1981 ضمها إلى إسرائيل، في قرار رفضه المجتمع الدولي الذي لا زال يتعامل مع الهضبة على أنها أرض سورية محتلة. وأثار اعتراف ترامب بسياد إسرائيل على الجولان غضبا دوليا واسعا، عقب توقيعه رسميا، بالبيت الأبيض. ورغم قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إلا أن واشنطن أيدت بالجلسة نفسها، الإبقاء على قوة الأمم المتّحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان، المعروفة اختصارا باسم "أندوف". ورأى المنسق السياسي بالبعثة الأمريكية السفير، رودني هنتر، أنّ المرسوم الرئاسي الذي وقعه ترامب، "لا يؤثر على اتفاقية فض الاشتباك، كما أنه لا يُعرض القوات الأممية للخطر". وأضاف أن "أندوف تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الاستقرار بين إسرائيل وسوريا"، معربا عن قلق بلاده حيال "معلومات عن وجود لحزب الله في المنطقة العازلة".واتفاقية فض الاشتباك، موقعة بين سوريا وإسرائيل في 31 مايو 1974، بحضور ممثلين عن الأممالمتحدةوواشنطن والاتحاد السوفيتي سابقا. ونصت الاتفاقية على أن يراعي الطرفان السوري والإسرائيلي، وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، وأن يمتنعا عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع الوثيقة، تنفيذا لقرار دولي صادر في 22 أكتوبر 1973. في غضون ذلك قالت الجامعة العربية، إن قمة تونس التي تنعقد الأحد المقبل، ستصدر مواقف قوية حول الجولان السورية بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية عليها. جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية محمود عفيفي، قبيل أيام من انطلاق القمة العربية الثلاثين في تونس. وأكد أن مواقف عربية قوية ستصدر عن القمة تؤكد حق سوريا في مرتفعات الجولان. وحول عودة سوريا، قال إنه لا جديد في الموضوع حيث لم تقترح أي دولة إضافته إلى جدول أعمال القمة العربية.