في إطار خرقها المتواصل لوقف إطلاق النار، استهدفت ميليشيات الحوثي بالأسلحة الثقيلة عدة قرى ومناطق في مديريات التحيتا والدريهمي وحيس جنوب محافظة الحديدة. ونقل موقع "سبتمبرنت" التابع لوزارة الدفاع اليمينة عن مصادر عسكرية في الجيش اليمني، ان القصف استهدف قرية المتينة في منطقة الجبلية، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفلين وإلحاق أضرار مختلفة بمنازل السكان وتدمير مزارع مواش في القرية. وقال المتحدث باسم "ألوية العمالقة" التابعة للجيش اليمني في جبهة الساحل الغربي مأمون المهجمي، إن ميليشات الحوثي استهدفت خلال الساعات الماضية مواقع الجيش في مديرية الدريهمي، مستخدمةً مختلف الأسلحة. وأضاف المهجمي: "تم التصدي لها وإفشال محاولات تسلل الحوثيين إلى مواقع الجيش". وتابع: "الميليشيات استغلت الهدنة وتوقُف طائرات تحالف دعم الشرعية عن استهدافها، فاستقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقعها في مناطق جنوب الحديدة، حيث حشدت أعداداً كبيرة من المقاتلين والدبابات والأسلحة الثقيلة. كما قامت بإعادة نشر مقاتليها في المرتفعات شرق مديرية حيس، وفي مناطق التماس بمديريات التحيتا والدريهمي وبعض أجزاء من مديرية بيت الفقيه. وزرعت كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات في الطرقات والمزارع". وتقوم الميليشيات الحوثية أيضاً بحملة تجنيد إجبارية واسعة للأطفال والشباب في تلك المناطق وفي مديريتي زبيد والجراحي. وكان تحالف دعم الشرعية قد أعلن في وقت سابق أنه رصد 39 خرقاً من الحوثيين لوقف إطلاق النار بالحديدة خلال 24 ساعة، شملت الرماية بمختلف الأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا. في غضون ذلك شنت المليشيات الانقلابية هجمات إرهابية مكثفة على بلدة "حجور" في مديرية "كشر" بمحافظة حجة، وخلال الساعات الماضية شهدت المنطقة أكثر من جريمة قتل خارج القانون، وسط صمت أممي مريب. وصبت المليشيا الحوثية حقدها وغضبها على سكان قرى بلدة "حجورالتي قارعتها بإمكانيات بسيطة، حيث قامت بتفجير عشرات المنازل والممتلكات في أفعال تتطابق مع جرائم تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين. ولم تكتف المليشيا الحوثية بتفجير المنازل، بل قامت بتنفيذ عمليات إعدام خارج القانون، طالت عددا من أبطال مقاومة حجور، فيما تم اعتقال العشرات من قبائل حجور المصابين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة. وارتفع عدد ضحايا حجور جراء العدوان الحوثي إلى أكثر من 71 قتيلا، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 250 آخرين، وفقا لتقارير حكومية. وخلافا للضحايا من المدنيين، فقد تعرض 1769 منزلا للتدمير، وتم تهجير سكان 27 قرية، على رأسها قرى "بني مالك " و"بني جيهان" و"بني عكران" و"الزعاكرة". وكان التهجير أبرز الأساليب الإرهابية الحوثية التي تتبعها مع المناطق المحاصرة، فبعد قصف عشوائي مكثف لأكثر من 6 أسابيع كانت أكثر من 4 آلاف و200 أسرة تنزح من منازلها في مديرية "كشر" إلى المدارس وكهوف الجبال. ولا تزال المليشيا الحوثية تمنع الفرق الإغاثية التابعة للمنظمات الإنسانية من الوصول إلى حجور، كما قامت بقطع شبكة الهاتف وخدمة الإنترنت، من أجل التعتيم على الجرائم البشعة التي ارتكبتها على مدار 6 أسابيع. على الرغم من المناشدات المتكررة التي وجهتها المنظمات الحقوقية المحلية والحكومة الشرعية للأمم المتحدة لإنقاذ سكان بلدة "حجور"، إلا أن المنظمات الأممية تعاملت ببرود مع المجازر الحوثية التي ترتكب بمحافظة حجة، بعيدا عن مرأى العالم. وانتقدت الحكومة الشرعية "الصمت غير المنطقي" من المنظمات الأممية، خصوصا أن مليشيا الحوثي ترتكب جرائم تخالف كل القوانين والمبادئ الإنسانية والدولية. وكما هو الحال منذ بدء الحرب وصمتها عن عشرات الجرائم خشية من البطش الحوثي، كشفت منسقة الشؤون الإنسانية باليمن ليز جراندي، عن مقتل 22 مدنيا، منهم 12 طفلا و10 نساء، إثر استهداف عدد من المنازل في مديرية "كشر" التي تقع بلدة حجور في نطاقها. وفيما عجزت عن الإشارة بشكل صريح إلى مسؤولية مليشيا الحوثي الإرهابية عن جرائم حجور، حملت المسؤولة الأممية المليشيا الحوثية، بشكل ضمني، مسؤولية إعاقة عمل المنظمات الأممية بمحافظة حجة. وقالت جراندي "نحن نرغب بشدة في مساعدة الأشخاص بمحافظة حجة، ولكننا نواجه مشاكل جسيمة، نحتاج إلى الوصول والتأشيرات والمعدات المتخصصة والتصاريح لتنفيذ برامجنا"، في تأكيد للتصريحات الأممية السابقة عن رفض المليشيا الحوثية منح المنظمات تأشيرات دخول مطار صنعاء وكذلك تصاريح الوصول إلى المناطق الريفية شمالي اليمن. وطالب خبراء يمنيون الأممالمتحدة بالتحقيق في الجرائم الحوثية بمحافظة حجة بشكل خاص وجميع مناطق اليمن بشكل عام.