أعلنت واشنطن دمج القنصلية الأمريكية في القدس التي تخدم الفلسطينيين، بسفارتها الجديدة هناك. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو إن القرار الذي أعلنه في أكتوبر الماضي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، جاء من أجل ماوصفته بزيادة كفاءة العمل وضمان "استمرارية كاملة للنشاط الدبلوماسي والخدمات القنصلية الأمريكية". وفي إطار عملية الدمج سيتم إلغاء منصب القنصل العام الأمريكي، وسيتم نقل كارين ساساهارا التي تشغل هذا المنصب حاليا للخدمة في موقع آخر. هذا فيما ورأت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن "هذه الخطوة تعد انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني، فاستبدال القنصلية التي تأسست في العام 1844 بوحدة تسيير خدمات الفلسطينيين ضمن السفارة هو تنكر لدولة فلسطين وللحقوق والهوية الفلسطينية، ونفي للوضع والوظيفة التاريخية للقنصلية". وأضافت عشراوي: "في الوقت الذي يتخذ فيه المجتمع الدولي خطوات هامة لمواجهة الممارسات والإجراءات المنافية لقرارات وقوانين الشرعية الدولية، بما في ذلك رفض اعتراف أمريكابالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، تتخذ إدارة ترامب خطوات انعزالية تقوض الولاياتالمتحدة وتحرمها من القيام بدور إيجابي وفاعل في السياسة الدولية، خاصة فيما يتعلق بفلسطين". وفى سياقاً منفصل حذرت جامعة الدول العربية، من أن تصعيد إسرائيل لانتهاكاتها في المسجد الأقصى "يجر المنطقة إلى حرب دينية كارثية". وطالب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، سعيد أبو علي، في تصريحات للصحفيين، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف انتهاكاتها "الجسيمة" في المسجد الأقصى. وأدان أبوعلي حملة الإبعادات التعسفية التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك. كما استنكر "الإجراءات الإسرائيلية الجسيمة التي تستهدف الأقصى، والتدخل السافر لسلطات الاحتلال بعمل مجلس الأوقاف، وكان أحدثها إبعاد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامي (عبدالعظيم سلهب) واعتقال حراس المسجد، في الوقت الذي تطلق العنان يوميا لغلاة المستوطنين لاستباحته وإقامة الصلوات التلمودية فيه". وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت الأسبوع الماضي سلهب والمدير السابق للمسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات من منزليهما بالقدس، لعدة ساعات قبل أن تفرج عنهما، وتقرر إبعادهما عن المسجد الأقصى، لمدة سبعة أيام، دون عرضهما على المحكمة. واعتبر أبوعلي ما يحدث "تصعيدا خطيرا يدق ناقوس خطر بشأن ما يحدق بالمسجد الأقصى"، محذرا من العواقب الوخيمة التي "تنذر بإشعال المنطقة برمتها مما سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وجر المنطقة إلى حرب دينية كارثية". وحيا المقدسيين المرابطين الصامدين في وجه الاحتلال الإسرائيلي للحفاظ على مدينة القدس وهويتها وتراثها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.