رؤية : ناصر بن محمد العمري سأقترح هنا أن يكون الأثر النبوي أدناه (ثلاثة يذهبن الحزن.. وذكر منها (الخضرة)..اقول: سأقترح ان يكون هو المقولة التأسيسية التي سأنطلق منها في رحلة إبحار مع هذا النص حيث العشب خضرة تذهب الحزن وحين تجتمع الخضرة – العشب هنا- مع الشعر نكون قد صنعنا على نحو يليق جسرا باتجاه الفرح والضحكات والأماني الجميلة ولأن محمد صلاح الحربي تجربة ممتدة كشاعر مؤسس لايكتمل جمال الرحلة الا بحضوره كصاحب تجربة يعول عليها في الكتابة وهو الذي وعينا على زوماله وهو يدندن (شعري ملاذي وقوتي… والدفتر اللي بأيسر الصدر كوني) هنا ملامح من تلك الرؤية التي اقترحها(أبو صلاح)عن نفسه وهو يحبر (مدونة العشب) على طريقته.. وبجمالية حرف تستنطق المكنون.. تستدر العاطفة وتثير لواعج الشوق بلغة باذخة وطرية تنشر العطر من أجل إعادة تعريف العشب.. محقفا معيارية وشرط المنظرين وطيف من النقاد يرون في الشعر حالة تستدعي إعادة تعريف الكون والأشياء على نحو يروق للشاعر ..لكي يصنع من قصيدته مدن الدهشة ثم يقترح علينا دخولها (منسوجة الماطر ومنهج بَرَاد) هذا هو عشب محمد صلاح بل هو أكثر وأكثرهو حديقة البيد والدنيا وهو تلهاية الابل وخمر الغنم رغم نشيد الرعاة كما هو – أي العشب- نهب الجراد. والعشب في عرف محمد صلاح إرتداد محبب باتجاه الماضي فهو مسراح الاجداد وهو مرمى السعد وحين يواصل الحربي كتابة مدونة العشب هطولا فهو إنما يذهب باتجاه الأعماق من الوجدان المرتبط بالروض الخضر وبجمالية الأمكنة التي تغدو بالعشب مرمى السعدتأخذنا شاعرية أبا صلاح بهدوء وتصعد بنانحو الحميمية التي تفضحها توصيفات ترفع العشب نحو عوالم علوية فهو (ابن السحايب) في محاولة لأن يزيح عنه مثلبة قصر العمر وصعوبة البعاد. أما الانعطافة الأهم التي تخرج بالعشب من معناه المجرد إلى معنى آخر فتبدأ من (تغريبة عيون عاشق) ..هنا يلوح محمد صلاح بمعنى آخرللعشب يرتبط برحلة عشق دام فيها الجدب حيث العشب هو (وسوم الوداد مع من نحب)وهو دوَّار الاشواق، والاشجان معهم ولهم ولأجلهم حيث اللارتواء وضمأ الفواد الذي يحول دون إخضرار الروح ويمنع الأوردة من أن تعشوشب. محمد صلاح هنا كان يمارس سلطنة تتأرجح بين المحسوس والملموس بشاعرية تليق بتجربته. للكبير محمد صلاح الحربي أقول:قد ترى تسمية هذا النص (مدونة العشب).. العشب منسوجة الماطر ومنهج بَرَاد حديقة البيد، والدنيا يوم الله يريد تلهاية الابل، لهو الخيل، نهب الجراد خمر الغنم وان بدا الراعي يجِّر النشيد مسراح الاجداد يوم العلم نجر و شِداد مرمى السعد يبتدي به من شديد لشديد ابن السحايب قصير العمر صعب البعاد كم اتلف العادية صوبه و فّل الحديد تغريبة عيون عاشق طال فيها الحصاد في رحلة العشق دام الجدب يرجع جديد والعشب تغريبتي لك يا وسوم الوداد دوَّار الاشواق، والاشجان هل من مزيد لا تنكرينه على عيني ب مضمى فؤاد ولا امحلت لك شراييني ولا اعشب وريد