من الصعب جداً أن تختصر المسافات ، وأن تختزل المواقف والانجازات ، فقد تزاحمت الكلمات ، ولابد هنا من حسن أختيار أجمل العبارات ، وأن تنصف التاريخ في بعض الكلمات.. تناقض غريب يفرضه المنطق ويقره العقل، فالصعوبة تكمن في الكتابة عن رجل دولة يملك من الحكمة والرؤى الصادقة والقرار الصائب وبعد النظر الشيء الكثير، ويحظى باحترام وتقدير الجميع، والجمال يقع هنا بكتابتك عن سمو أمير البلاد، فعندما تكتب إذن لابد أن تعبر عن أحاسيس ومشاعر شعب أحب الأمير، ويدين بالولاء والوفاء لهذه الأرض طيبة المنبت. وعندما يكتب المواطن عن أمير بلاده فإن الكثير من القيود تقف أمام قلمه، وتضغط عليه ليقلل من حماسته، وإعجابه، وانبهاره، خوفا من اتهامه بالمبالغة، بصرف النظر عن اقتناعه بكل كلمة كتبها، وبكل حرف يخطه قلمه.. أيام قليلة تفصلنا عن احتفال دولة الكويت بالذكرى ال13 لتولي سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.. فقد انطلق سموه على مدى العصور ، في تحركاته بخطى ثابتة واثقة بالنفس، فحافظ على الركائز والأسس الواضحة ، وكان متوازنا في أدائه، محافظا على مبادئه لا يحيد عن خطه الذي رسمه، فعمل بكل السبل وبكافة الوسائل وعلى مختلف الصعد من أجل البلاد والعباد، بديبلوماسية فذة ، وقرارات حكيمة ، ساهمت في رأب الصدع وإعادة البسمة لشعوب منكوبة ودول مظلومة حتى حقق النجاحات من وراء تلك المبادرات وفعل العديد من الإسهامات في العمل الخيري وفك الكثير من النزاعات وإصلاح ذات البين بين الدول إقليميا وعربيا ودوليا، وشيد سموه جسورا دولية لمدن منكوبة وقوافل خيرية لعواصم فقيرة في شتى بقاع العالم ليتوج سموه قائدا ورمزا للعمل الإنساني.. المختصر المفيد : سموه سيكون لنا مثلما كان ولايزال تلك الإضاءة التي أرشدتنا في الطريق نحو تحقيق أحلامنا.. مسيرة حكمة وانسانية وقيادة وفروسية.. فما أنبل أن يكون الحاكم فارساً في كل شيء.. وصباح الاحمد كل شيء.. *كاتب كويتي [email protected]