اشارت دراسة الى ان استخدام القطار او الحافلة بدلا من الطائرة او السيارة قد لا يكون الحل المناسب لخفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تؤدي الى تغير خطر في المناخ. وبات عدد متزايد من الناس يدركون المخاطر البيئية ويبذلون ما في وسعهم لخفض انبعاثات غازات الدفيئة فيفضلون مثلا استقلال وسائل نقل صديقة اكثر للبيئة ظنا منهم انها تلحق اذى اقل بالارض. لكن يبدو ان استخدام وسائل النقل المشترك قد لا تكون صديقة للبيئة كما نظن تلقائيا على ما اظهرت دراسة اميركية جديدة. ويشير واضعو الدراسة الى مجموعة من العوامل التي يجهلها الجمهور عادة. ويقول هؤلاء ان ثمة انبعاثات مخفية لا تؤخذ في الاعتبار في حساب كمية الكربون الناجم عن استخدام مصادر الطاقة العضوية في رحلة ما من خلال العوادم. ويؤكد مهندسا البيئة ميخائيل تشيستر وارباد هورفاث من جماعة كاليفورنيا انه في حال احتساب هذه الانبعاثات تظهر صورة اكثر تعقيدا وتطرح تحديا جديدا. ففي بعض الظروف مثلا قد يكون من الافضل لحماية البيئة استخدام السيارة الى المدينة حتى سيارات الدفع الرباعي التي تعتبر العدو اللدود للمجموعات المدافعة عن البيئة، بدلا من قطار الضواحي. والامر رهن بعدد الاشخاص وكلفة الكربون لوسيلة النقل. وقال تشيستر في مقابلة مع وكالة فرانس برس عبر الهاتف "نشجع الناس الى النظر ليس فقط الى تصنيف وسائل النقل العادي لان ثمة عوامل عدة تحدد النتيجة". واوضح "ليس هناك من حل عام يطبق على كل الحالات". ويعطي المهندسان مثالا حول كيف ان استخدام النفط والغاز والفحم لتوليد الكهرباء للقطارات يمكنه ان يحول الصورة. فشبكة قطارات الانفاق في بوسطن مثلا تتمتع بفاعلية عالية بالنسبة للطاقة. لكن المشكلة تمكن في ان 82% من الطاقة المستخدمة في نظام القطارات تأتي من مصادر طاقة عضوية ملوثة. بالمقارنة فان فاعلية شبكة السكك الحديد المحلية في سان فرانسيسكو على صعيد الطاقة اقل الا انها صديقة اكثر للبيئة حيث ان 49% فقط من الكهرباء ناجمة عن مصادر طاقة عضوية. وتشير الدراسة الى ان احتساب الانبعاثات الصادرة من العوادم لا تأخذ في الاعتبار الانبعاثات الناجمة عن مباني البنية التحتية للنقل مثل خطوط السكك الحديد ومحطات المطارات والطرقات وغيرها ولا الانبعاثات الاتية من تشغيل هذه البنية التحية حتى بعد انقضاء المدة المحددة لتشغيلها. وهذه العاومل التي غالبا ما لا يتم احتسابها تزيد كثيرا من عبء الاحتباس الحراري. وتظهر الدراسة ان هذه الانبعاثات تضيف نسبة 63% على انبعاثات "العوادم" في السيارة و 31% على انبعاثات الطائرة و55% على انبعاثات القطار. وثمة متغيرة اخرى كبيرة يتم تجاهلها هي عدد الركاب. فسيارة عادية او حتى سيارة رباعية لالفع مليئة بالركاب قد تنبعث منها غازات دفيئة في الكيلومتر الواحد وللفرد الواحد اقل من قطار ضواحي يكون مليئا بالربع فقط على ما افاد الباحثان. ويقول المهندسان ان "سياسة الحكومة تعتمد تقليدا على تحليل للطاقة وانبعاثات السيارات والحافلات والقطارات والطائرات من عوادمها متجاهلة البنى التحتية لصناعة لسيارة وصيانتها وانتاج الوقود لدعم وسائل النقل هذه". لذا فان الحصول على صورة كاملة للكلفة البيئية الكاملة لكل وسيلة نقل طوال مدة تشغيلها من شأنه ان يساعد اصحاب القرار على القيام باستثمارات اذكى. ويقول تشيستر انه للسفر مسافات طويلة قد تصل مثلا الى الف كيلومتر "يمكننا ان نطرح السؤال لمعرفة اذا ما كان من الافضل الاستثمار في سكك حديد للمسافات الطويلة او تحسين ممر جوي او التشجيع على زيادة عدد الركاب في السيارة". ونشرت الدراسة في مجلة "اينفايرمنتال ريسيرتش ليترز" الصادرة عن اينستيتوت اوف فيزيكس في بريطانيا. والحسابات ترتكز على التكنولوجيا المتوافرة في الولاياتالمتحدة وطريقة العيش في البلد.