يعتبر معرض “منتجون” أكبر تجمع على مستوى المملكة والشرق الأوسط يتبنى دعم المستثمرات من المنزل ورائدات الاعمال الناشئات ويعد مثالاً حيا على تفعيل اقتصاد الأسرة والمجتمع من خلال دعم المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وتحقيق تطلعاتها في مسيرة التنمية الوطنية، وذلك ترجمة لقرار مجلس الوزراء بالموافقة على اللائحة التنظيمية لعمل الأسر المنتجة, ونقل برنامج الأسر المنتجة من وكالة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للضمان الاجتماعي إلى بنك التنمية الاجتماعية، ونقل برنامج التدريب المهني والحرفي للنساء من وكالة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية إلى بنك التنمية الاجتماعية. مؤخرا اطلق صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن عبدالرحمن نائب أمير منطقة الرياض، فعاليات معرض الاستثمار من المنزل (منتجون 6) والذي تنظمه غرفة الرياض بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة 26-31 ديسمبر الجاري، واطلع على المنتجات المعروضة، مؤكدًا على أهمية تدعيم هذه الأنشطة، وتوفير بيئة خصبة أمام هذه الاستثمارات، بما يسهم في تعزيز الاستثمارات الصغيرة وتنميتها. وقد أشاد حمد الشويعر؛ نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، برعاية سمو أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه للمعرض مؤكدًا أن هذه الرعاية تعزز فرص نجاحه ، فيما أكدت هدى الجريسي رئيسة لجنة الاستثمار من المنزل بالغرفة، أن "منتجون" نجح في إشاعة وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج من المنزل في المجتمع، عبر سنواته السابقة، وهيأ فرصة قوية لإقامة مشروعات ناجحة قادرة على البقاء، بل ولديها فرصة للاستمرارية والتوسع لتتحول لمشروعات متوسطة وكبيرة . ويتضمن المعرض مئات المعروضات تشتمل منتجات إبداعية وتراثية، والمشغولات والحرف اليدوية التي يقول فيها المثل (صنعة أبوك لايغلبوك) والأكلات الشعبية، بالإضافة الحديث والمعاصر من منتجات الموضة والأزياء والتجميل، وأعمال التصميم والطباعة، الفنون، الترفيه، تنسيق الحفلات، هندسة الديكور، العطور والبخور، وخدمات التسويق، والتقنية والاستشارية. لقد أكدت (رؤية المملكة 2030) على أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة من أهم محركات النمو الاقتصادي، إذ تعمل على دعم الابتكار وتعزيز الصادرات ، وخلق فرص توظيف مناسبة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة عن طريق دعم ريادة الأعمال وبرامج الخصخصة والاستثمار في الصناعات الجديدة ، مشددة على دعم الأسر المنتجة التي أتاحت لها وسائل التواصل الحديثة فرصاً تسويقية واسعة من خلال تسهيل فرص لتمويل المشروعات متناهية الصغر، وتحفيز القطاع غير الربحي للعمل على بناء قدرات هذه الأسر وتمويل مبادراتها ، حيث سيوفر اقتصادنا الوطني الفرص للجميع، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، لكي يسهموا بأفضل ما لديهم من قدرات، وسنركّز على التدريب المستمر الذي يزوّد أبناءنا بالمهارات التي يحتاجونها، وسنسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من قدراتهم عبر تشجيع ثقافة الأداء. ولتنسيق الجهود في تحقيق ذلك، قمنا بتأسيس هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة. تعكس إقامة هذه المعارض حرص واهتمام المملكة بتشجيع المرأة السعودية على الأنشطة الحرفية لإبراز إبداعاتها بمختلف المجالات ، ولإثبات دورها وأهميته الاقتصادية بالمملكة باعتبارها شريكاً حقيقياً في عملية التنمية. ويشهد المعرض دعما وتفاعلا كبيرا من جميع الجهات ففي جناح بنك التنمية الاجتماعية يعلن البنك عن تقديم قروض فورية لمشاريع الاستثمار من المنزل تصل إلى خمسين ألف ريال بالإضافة الى تنظيم الدورات وتقديم الاستشارات للمشاركات بالمعرض وللزوار ، حيث يسعى البنك إلى تقديم قروض بدون فوائد عن طريق الجهات المتعاونة للمشاريع متناهية الصغر وأصحاب الحرف والمهن من المواطنين تشجيعا لهم على مزاولة الأعمال والمهن بأنفسهم ولحسابهم الخاص وكذلك القيام بدور المنسق المكمل لرعاية قطاع المشاريع متناهية الصغر والأسر المنتجة لتحقيق أهداف البنك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. ويؤكد مهتمون أن المعرض الذي يعد الأكبر من نوعه في المملكة للاستثمار من المنزل، نجح عبر دوراته السابقة في إشاعة وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج من المنزل في المجتمع، وفتح فرصة جادة أمام العديد من السيدات والأسر اللائي ينتجن من المنزل لبناء نواة قوية لإقامة مشروعات ناجحة قادرة على البقاء بل ولديها فرصة للاستمرارية والتوسع لتتحول لمشروعات متوسطة وكبيرة ، وباعتبار ان هذا النوع من الاستثمار يناسب أعداداً كبيرة من السيدات السعوديات، يشهد المعرض العديد من الا فكار الجديدة والمنتجات المتنوعة ، وتحرص الغرفة على أن تعطي كل دورة من دورات "منتجون" التركيز على بعض المنتجات الابتكارية والإبداعية في مجالات المشغولات اليدوية والفنون والخدمات. يذكر أن معرض «منتجون » الماضي في نسخته الخامسة ، شارك فيه اكثر من 550 سيدة بمنتجات متعددة كما حرصت عدد من الجهات الحكومية والخاصة برعاية المعرض والمشاركة فيه ومن تلك الجهات بنك التنمية الاجتماعية، والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، وشركة «بصمة» لدعم وتطوير الأعمال ، بالاضافة الى مشاركة من قبل منصة تسعة أعشار لدعم وتنمية منشآت الأعمال في جميع مراحلها، حيث تقدم خدمة «تجار» للمستثمرات من المنزل، وهي منصة الكترونية مجانية تعنى بعرض وتسويق المنتجات، وتوفير خدمات الشحن بلا رسوم. من جهة أخرى يقدم معهد ريادة التابع لبنك التنمية الاجتماعية مساعدة للمستثمرات من المنزل، من خلال التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارات والإرشاد والمساعدة على الحصول على التمويل وتسهيل الإجراءات الحكومية بواسطة نخبة من المتخصصين وباعتماد أحدث الأساليب. مبادرات ومهرجانات وتتوالى المبادرات لدعم الأسر المنتجة وفي مقدمتها التوجيه الذي أصدره مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الشهر الماضي بإنشاء مركز للأسر المنتجة تشرف عليه هيئة تطوير المنطقة ليكون ذراعاً تنفيذية للائحة التنظيمية لعمل الأسر المنتجة التي صدرت موافقة مجلس الوزراء عليها مؤخراً. فخلال ترؤسه اجتماعاً في مقر الإمارة بجدة بحضور وكيل الإمارة الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح ومدراء القطاعات ذات العلاقة استعرض سموه أهداف اللائحة الرامية لتنظيم أوضاع الأسر المنتجة بما يضبط طريقة عملها، ويجعلها كيانات تعتمد على نفسها، إضافة لإيجاد بيئة عمل ومنافذ ملائمة لتزاول من خلالها الأسر المنتجة نشاطاتها التي تمارسها أو التي يمكن تأهيلها للقيام بها، لرفع مستوى معيشتها وتشجيعها على الإنتاج والعمل الحر، كما ناقش الاجتماع الخطوط العريضة للدليل التنظيمي لعمل الأسر المنتجة بما يوفر الاستدامة لأعمال هذه الأسر على أن يكون ذلك تحت مظلة هيئة تطوير المنطقة وبمشاركة جامعة أم القرى وغرفة مكة وعدد من الجهات دعماً لهذه الأسر وللصناعة في مكةالمكرمة . وعلى ضوء تعدد المهرجانات التسويقية والترفيهية في كافة المناطق والمدن ، أصبحت أجنحة الأسر المنتجة جزءاً أساسيا في هذه الفعاليات تشمل عشرات المواقع لعرض وتسويق منتجاتهم ، وعادة ما يشهد ركن الأسر المنتجة اقبالا تسويقيا من الزوار نظرا لتنوع هذه المتتجات وجودتها. وفي السنوات الأخيرة تنتظم مهرجانات خاصة بهذه الأسر برعاية ودعم من أمراء المناطق ونوابهم وتيسيرات من الأجهزة المعنية واللجان المنظمة ، من هنا باتت المهرجانات الدورية والموسمية نافذة تسويق نشطة للأسر المنتجة، إذ يتم من خلاله التعريف بهم وبأعمالهم الحرفية من الصناعات المنزلية والصناعات التقليدية والتراثية وزيادة قدرتها التنافسية مع المنتجات الأخرى المماثلة في السوق المحلية. ولا يتوقف دعم الأسر المنتجة من خلال معرض (منتجون) ومنافذ تسويق بالمهرجانات التسويقية والترفيهية في المناطق ، بل يمتد إلى عمق الاستقرار الحياتي من خلال تخصيص وحدات سكنية للأسر المنتجة وأسر الضمان بأسعار رمزية ، حيث تخصص وحدات سكنية للأسر القادرة على الدفع بطريقة رمزية شهرياً، وذلك طبقا للاتفاقية التي وقعها معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية العام الماضي مع جمعية بنيان لتوفير هذه الوحدات ، والمشروع الضخم للوزارة بالتعاون مع وزارة الإسكان لتوفير وحدات سكنية تخصص للأسر المنتجة وأسر الضمان الاجتماعي.