توسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية في السودان على خلفية تردي الوضع المعيشي والاقتصادي، فيما اتهمت الحكومة السودانية، من أسمتهم ب”المندسين”، بإبعاد المظاهرات السلمية عن مسارها وتحويلها إلى نشاط تخريبي. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية بشارة جمعة: المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلي نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير، وحرق بعض مقار الشرطة. وفيما رفض المتحدث في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء، تحديد تلك الجهة بشكل واضح، أشار إلى أن جهات سياسية استغلت الاحتجاجات التي سقط فيها ثمانية قتلى على الأقل خلال اليومين الماضيين. وأضاف: برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار؛ تحقيقا لأجندتهم السياسية وهو الأمر الذي وضح جليا في بياناتهم المنشورة. ولفت جمعة في البيان إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن خلال اليومين الماضيين، تعاملت معها قوات الشرطة والأمن بصورة حضارية، دون كبحها أو اعتراضها بحكم أن المواطنين يمارسون حقا دستوريا مكفولا لهم، وبحكم أن الأزمة معلومة للحكومة وتعكف علي معالجتها. ويتزايد الغضب العام في السودان بسبب ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية أخرى؛ منها تضاعف أسعار الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من البنوك، ويبلغ معدل التضخم بالسودان 69 في المئة وهو من أعلى المعدلات في العالم. وفى سياق متصل، أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، تعليق الدراسة بجميع المدارس الحكومية والأجنبية لمرحلتي الأساس والثانوي، اعتبارا من غد الأحد، إلى حين إشعار آخر. وجاء القرار بحسب الوزارة “حفاظا علي أرواح الطلاب”، على خلفية الاحتجاجات. واستخدمت قوات الشرطة في الخرطوم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين المنددين بالغلاء، وتدهور الأوضاع الاقتصادية.