فرحة غامرة عمت مواقع التواصل الاجتماعي السعودية، وطارت مئات الرسائل والتغريدات والتهاني والتبريكات، وتناثرت الورود علي مقاطع الفيديو .. تحمل شذاها إلى الأستاذ يوسف عبدالقادر عطية .. بمناسبة استقطابه من قبل الهيئة العامة للطيران المدني السعودية .. وتعيينه علي وظيفة مدير عام الصالة 1 – بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، ..وكلنا أمل وتفاؤل، بما هو قادم من تحول وإنجازات لتقديم أرقى الخدمات من خلال المنظومة الإدارية للمطار، بقيادة زميلنا القدير والمحترف الأستاذ عصام فؤاد مدير عام مطار الملك عبدالعزيز. إنني اعتبر توجه هيئة الطيران المدني في استقطاب الكوادر السعودية المؤهلة لقيادة هذا القطاع .. اعتبره ذكاء واستثمارا .. ورؤية وطنية رائدة .. بعيدا عن استقطاب خبراء أجانب، لن يضيفوا شيئا مميزا في الإدارة والإنجاز . هنا.. أدير بصري عالميا .. لأشاهد أحد رواد ونجوم الخطوط السعودية .. وهو يتبوأ منصبا رفيعا وباقتدار .. في شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات.. ألا وهو الأستاذ المهندس أحمد جزار .. وهناك في الركن الآخر من العالم .. أشاهد صديقي النجم الأستاذ محمد البكري وهو يتبوأ منصب نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط في الاتحاد الدولي للنقل الجوي . ورابعا هو الأستاذ المهندس علي ملعاط الذي كان له موقع في قلوب الفرنسيين، من خلال شركة إيرباص .. ومن قبل كل هؤلاء .. كان للشركات المحلية أيضا نصيب في انتقال خبرات من السعودية إلى وظائف قيادية في شركة عبداللطيف جميل… وهم الأساتذة هشام شبكشي، رحمه الله، والأستاذ المتعدد المواهب خالد خضري .. وغيرهم كثيرون.. فمثلا الأستاذ سليمان قابل في شركة الحمراني للسيارات .. والاخوان عبدالرحمن المحبوب وحسن باصفار في شركة بن لادن، والأستاذ هشام البسام، تولي منصبا استشاريا لدي شركة سكاب، وهناك العديد من الزملاء الذين أسسوا شركاتهم الخاصة أمثال الأخوين علي .. وحسن محرق والأستاذ ناصر المنصور، وغيرهم ممن لا يسمح المكان بسرد نشاطاتهم. أما الأستاذ وجدي الغبان، فهو نموذج للقائد الذي يصنع الفرق .. بعد توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة تموين السعودية .. والذي نجح باقتدار في تطوير أعمالها ووضعها في مصاف الشركات العالمية. وأرجو أن يعذرني بقية الزملاء وعددهم كبير .. في عدم رصد مناصبهم وأعمالهم وشركاتهم بعد تخرجهم من جامعة الخطوط السعودية ، كما تحلوا لي هذه التسمية. إضافة إلى زملاء آخرين يعدون بالعشرات، كان لهم نصيب من التطوير ويعتبرون خبراء بمقاييس عالمية لشغل مناصب قيادية في شركات ومنشآت الوطن ينتظرون الاستقطاب اقتداء بهيئة الطيران المدني .. لا يسع الحيز لسرد أسمائهم. وبيت القصيد من هذا التقديم هو إسداء الشكر والتقدير للسعودية؛ لما أنجزته خلال الأربعين عاما المنقضية من الاستثمار بسخاء في تطوير ثروتها البشرية العاملة. هذا وتجدر الإشارة إلى الجدل الأزلي الذي يدور بين رؤساء الشركات ورؤساء الادارات المالية واعضاء مجالس الادارة عن جدوى الاستثمار في تطوير القوى البشرية، ومن ثم نجدهم يتسربون الي خارج منشآتهم .. إنه نفس هذا التساؤل والنقاش تم بين الشيخ أحمد صلاح جمجوم، والسيد حمزة الدباغ، رحمة الله عليهما .. من جهة .. وبين أعضاء مجلس ادارة السعودية عند انشاء ادارة التدريب قبل اربعين عاما .. وطلب الموافقة علي اعتماد البرنامج الاعدادي لخدمات النقل الجوي ..والذي يتيح للطلبة الالتحاق بشهادة الكفاءة المتوسطة؛ بحيث تتولي السعودية رعايتهم واسكانهم داخليا وتعليمهم حتى المستوى الجامعي .. فكان الرد الحاسم من الشيخ الجمجوم والسيد حمزة .. لو ترك هؤلاء الشباب المؤسسة بعد هذا الاستثمار فيهم .. فإنهم سوف لن يرحلوا من الوطن بل سيخدمون الوطن في مرافق أخرى .. وسوف نعتبر هذا جزءا من المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق المؤسسة .. وهكذا كان. القائد هو من يرى ويستشرف البعدين ..المكاني والزماني، ويعمل علي تطوير البشر؛ من أجل المستقبل.