أوصت (أسماء بنت خارجة الفزاري) ابنتها وهي تزفها لعش الزوجية بوصاياها العشر المشهورة التي تناقلتها كتب التراث للفوائد التي تضمنتها هدفاً ومدلولاً (كوني له أرضاً يكن لك سماء/ وكوني له مهاداً يكن لك عماداً/ وكوني له أمة يكن لك عبداً / لا تُلْحِقِي به فيقلاك / ولا تباعدي عنه فينساك / إذا دنا منك فاقربي منه / وإن نأى فابعدي عنه / واحفظي أنفه وسمعه وعينه فلا يشمنّ منك إلاّ طيباً / ولا يسمعُ إلا حُسناً / ولا ينظرُ إلا جميلاً). قلت: قلة من أُمهات اليوم من توصي ابنتها (العروس) وهي في طريقها لعش الزوجية بمثل هذه الوصايا القيمة لتحظى في حياتها بالزواج السعيد الموفق، وربما انحصرت وصايا بعضهن في أمور قد تسيء العشرة وتزرع التنافر وتكون سبباً في تعاسة ابنتها وضياع مستقبلها. إن على الأمهات المدركات لظروف الحياة، الاقتداء بالصحابيات الجليلات في تربية بناتهن وتعليمهن أمور الحياة، وما يجب عليهن تجاه أزواجهن من خدمة البيت والأولاد والاحترام المتبادل والطاعة وحسن الخلق، لتستديم حياتهن ويعشن عيشة هانئة سعيدة.. بعيداً عن التنافر وما يفضي إلى الخلافات. ومما يؤسف له أن بعض الأمهات اليوم يتهاون في تدريب بناتهن على أمور المنزل وما يدور في محيطه من واجبات بحجة وجود العاملة والتفرغ للدراسة إلى آخر الأعذار غير المقبولة.. ويفاجأ الزوج عندما تزف إليه أنها تجهل أبسط أمور البيت ؟ نحن لا نعارض تعليم الفتاة وتأهيلها في مجالها المناسب، فالعصر وقادم الأيام يفرضان علينا ذلك.. وبالمقابل لا ننسى أيضاً إن للبيت دوره في استقرار الحياة الأسرية.. والمرأة هي خير من يضفي إليه هذا الجو الرائع البديع وقديماً قيل: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق وبالله التوفيق،، [email protected]