في ذكري اليوم الوطني ال 88 للمملكة، أبحر بنا الشاعر الأستاذ سالم بن عبدرب النبي سالم الغانمي بقصيدته، التي أسماها (أطهر بلد هذا البلد)، يعانق بها سماء الوطن، يجول بنغم الكلمة المُقفَّاة، بحروف كلماتها الزاهية، بين جبال الوطن وسهوله، وأوديته لتلك الطبيعة الخضراء، أنه حُب الوطن والتَّغَنِّي بأمجاده، فهذا الشاعر المُتمكن، والمبارز لكبار الشعراء، في منتديات الشعر، الذي يمتلك فيه مخزون من ُدرَرْ القصيد، والمُقل في الظهور الإعلامي إلاّ ما نُدِرْ، أستطيع بلا مُواراة ومن منبر الوطن (جريدة البلاد)، أن أوجه له تساؤلاً بذات الوقت: لماذا هذا الاحتجاب وإلى متى؟ ألَمْ يَحِنْ الوقت لتقديم إنتاجه الفكري، على قرار ديوانه المطبوع قبل سنوات بعنوان (المملكة في عيون شاعر) ، والشاعر أحد رجالات التربية، الذي قدَّم العديد من شباب الوطن، منهم الطيار والمهندس والطبيب ورجل الأمن. كَمْ سُعدتُ بصحبته في مناسبات عديدة ، وفي أجمل الليالي الأدبية ، بحضرة القصيد مع أقرانه من كبار الشعراء، قبل مناسبة اليوم الوطني للمملكة هذا العام بيومين، هاتفته متسائلا هل من جديد لديه في ذاكرة الشعر؟ أجابني لبيك لوطن المجد والتاريخ أرض الشجاعة والبطولات! قائلا مهلًا : فقد هزني الشوق لأرض الآباء والأجداد، ومسرى سيد الأنام صلوات ربي وسلامه عليه، مُردفًا بحماس الشعراء وحنين الوطن، حُباً في مَنْ أسَّسَ قواعد أمنه، ونشر الخير في ربوعه، وهل نبخل في مناسبة تاريخية كهذه، لمن كان لهم الفضل فيما وصلنا إليه، قائلا: مُجددًا القول : (لسراة الليل هتف الصباح)، إنها رواية البطولة التي قادها عبدالعزيز مؤسس الكيان السعودي، ليجمع القلوب على حبه والالتفاف حوله، فكان أن فتحت له الأرض كنوزها، بفضل من الله وتوفيقه، رواية يرددها الأجيال ويرويها الآباء والأجداد. كان الشاعر الأستاذ سالم الغانمي أحد شهودها، ويمثل فصلا من فصولها التاريخية، والتاريخ يؤكد حقيقة بارزة، لا تحجبها الشمس لمن شارك مع المؤسس، ممن يرتبط بهم الشاعر نسبًا تحت راية التوحيد، بقيادة رجل الحرب والسلام عبدالعزيز البطل، وفق رواية عدد من كبار السن، ممن التقيت بهم في داره العامرة، بمحافظة خليص بمنطقة مكةالمكرمة، ذلك المجلس بموروثه الأدبي وقصائده الوطنية، ومما زادني فخرا بهذا الشاعر، أن غرس في أبنائه حُب وقرض الشعر، فهو جزء أساسيٌ من مكونات أسرة الغانمي، ليس ذلك تزلفا أو مجاملة وقتية، إنما معايشة كلما وجدت نفسي مُتعطشًا لسماع الشعر ونبض القصيد، والحديث يطول عن بيئة محافظة خليص وموروثها الأدبي، شعرا ونثرا لشرائح عمرية متباينة، من كبار السن وأجيال من الشباب، الذين تعلقوا بحب الوطن وقيادته. ويكفي هذه المحافظة فخرا، أنها أنجبت الكثير من سواعد الوطن، ممن ساهموا بالمشاركة بفاعلية، بدفع عجلة التنمية لمزيد من رخاء الوطن وازدهاره، فالشاعر الغانمي بنتاج شعره صورة معبرة ، لرجل ينظم الشعر ويحمل في قلبه معنى الانتماء وعمق الأصالة، وصياغة المعنى في قالب شعري أدبي، عاش حياته مرهفاً بحب الوطن، يُحَلِّقْ في سماء فضائه الواسع، يكاد يقتسم في كل جهة من جهات وطنه الأربع نسمة هواء بدفيء الوطن ، وإشراقة شمسه ليوم جديد، وإضاءة بدر كتلك الليلة المقمرة، وفجر لذلك الصباح الباكر، يعلوه التكبير والتهليل لذلك النصر العظيم، الذي تحقق على أرض الرياض، التي دانت للملك المؤسس عبدالعزيز(طيب الله ثراه)، وما تلاها لبقية مناطق المملكة، مرحبة بمقدمة مبتهجة بشجاعته، وحكمة لم يتصنعها وإنما جاءت بفطرة وسليقة ذلك الزمن الأكثر جمالا.