جدة العاصمة الاقتصادية ومقر الدولة الصيفي ، بالإضافة إلى جزء من موسم رمضان والحج ، لتكون الدولة بكامل أطقم وزاراتها ، قريبة من صناعة القرارات ، التي تنصب في مصلحة المواطنين ، والزوار والحجاج والمعتمرين ، هي جدة التي يعرفها الجميع محط أنظار ولاة الأمر ، لما لها من مميزات أهلتها لتحتل هذه المكانة ، كما هو حال بقية المدن والقرى ، في المحافظات والمناطق وبنفس الاهتمام في قلب الوطن النابض ، لتبقى جدةالمدينة الحالمة الجاذبة ، استحوذت على اهتمام الشعراء والفنانين ورجال المال والاقتصاد ، بنسجيها الاجتماعي وملامحها وميادينها وأحيائها التاريخية ، وشاطئها متنفس الزوار من مناطق المملكة فترة الإجازات ، وحزم البرامج التي تليق بالأسر السعودية التي تفضِّلها على السفر لخارج المملكة ، حيث الأمن والأمان ونسمات البحر الهادئة. جدة صُرفت عليها المليارات من قبل الدولة ، ومع هذا ظلت تراوح خدماتها مكانها بين مد وجزر ، تتناغم مع بحرها على امتداد شاطئها ، الذي أصابه سوء مصبات الصرف الصحي ، حتى أصبحت رائحته لا تطاق ، وامتدت لشاطئها أطماع مُلاك الأبراج الشاهقة والفنادق الضخمة ، التي أخذت منها ولم تعطيها ، بل بخلت عليها لتساهم في الحفاظ على بيئتها الصحية ، وإنما قذفت بنفايات مطاعمها في الأماكن المخصصة للترفيه ، حين كانت لوقت قريب قصيدة شعر ولوحة فنان ، ومقطوعة موسيقية غناها كبار الفنانين ، اعتقد أن مستقبل جدة مرهون برجال الأعمال ، ليضعوا أيديهم مع معالي أمينها الجديد ، فهو لجانب خبراته في مجال المال والأعمال ، الأعرف بأحيائها القديمة وأزقتها الضيقة ، حين كان يتجول فيها مع رفاق دربه من وجهائها وتجارها . يتفقد الأرامل والأيتام ويقدم لهم عن طريق جمعية البر ، ما يحتاجونه من مساعدات يبث فيهم روح الأمل ، ويستضيف الأيتام على مائدته الرمضانية ، وليس للإطراء لأنه يؤمن بأن ما كان لله فهو لله ، جدة بحاجة لتعود لها البسمة ولكل من عشق بساطة مجتمعها ، وعمل فيها بإخلاص ليكون موضع ثقة ولاة الأمر ، فمعالي أمينها التركي جدير بهذه الثقة ، وأمامه مهمات هي الأصعب في تاريخها الحديث ، قياسا على من سبقه ليتولى إدارة كرسي أمانتها ، الأكثر سخونة وإلحاحًا لمشاريع لا تقبل التأجيل ، ولا تتعاطى مع التصاريح الإعلامية الفضفاضة ، والنسخ المكررة لمكتب العلاقات والإعلام نفيا وتبريرا ، فقد أصبح المواطن على قدر كبير من الوعي والثقة ، التي يُوليهَا ولي الأمر الحريص على راحة مواطنيه . ولست ناصحًا لمعاليه وإنما مقترحا ابتعاده ، عن أصحاب البشوت والبزنس فبعضهم كان حريصا ليشغل معظم أوقات الأمناء السابقين ، ليحققوا مآربه لهذا اختفت معالم معظم حدائق جدة ، يتم استبدالها كمقرات لمطاعم وكافي هات خاصة بحجة النفع العام ، وما أدراك ما وراء ذلك واللبيب بالإشارة ، ولعل المراجعين من المواطنين ورجال الأعمال يعطوا الفرصة ولمدة عام كامل لمعالي الأمين ، للتفرغ للتخطيط ومعالجة السلبيات ، والرفع لمعالي وزير الشؤون البلدية والقروية ومن ثمَّ لولاة الأمر ، ويتفرغ أحد مساعدي الأمين لتخصيص يومين بالأسبوع للقضايا العاجلة ، أما الأمور العادية فمكتب علاقات الجمهور كفيل بتحقيق الرغبات المشروعة ، وتفعل أدوار البلديات الفرعية للقيام بواجباتها تخفيفا على المواطنين ، وفي حالة التجاوزات فجهاز الرقابة كفيل بالوقوف على الأخطاء والمحاسبة.