تتجلى عظمة السماء لهذا النداء الإلهي ، وتهتف حناجر المسلمين شوقا إليه ، والاستجابة إلى ما ذُكر في كتابه الكريم قال تعالى : ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) الحج (27) . فهذه الديار المقدسة ، تفتح ذراعيها على مدار العام ، تستقبل ضيوف الرحمن ، القاصدين البيت الحرام بمكةالمكرمة ، والمسجد النبوي الشريف ، من الحجاج والمعتمرين والزوار ، تحفهم الرعاية الإلهية ، ليجدوا كافة التسهيلات بفضل من الله وتوفيقه ، ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، الحاثة على تقديم أرقى الخدمات التي تُهيئ لهم أداء هذا المناسك الدينية العظيمة ، كواجب تشرفت به قيادة المملكة العربية السعودية ، لكل من جاء إلي أراضيها ليعيش تلك اللحظات الإيمانية الحالمة. لتأتي وزارة الحج والعمرة ، باستثمار تقنيات العصر ، واستقطاب قيادات سجلت تميزها ، وفي مقدمتهم نواب معالي الوزير ، وفريق عمل الوزارة من الكوادر الوطنية تعاملت مع النقلة التاريخية التي تعيشها المملكة ، فوزارة الحج والعُمرة بنهضتها التنموية في مراحل زمنية متعددة ، لتصل لهذه المرحلة العصرية الراهنة ، متمشية مع رؤية المملكة 2030 ، باختيار أفضل قيادات وزارة الحج والعمرة لتحقق إنجازاتها التاريخية ، لإدراك القيادة السعودية أهمية هذه الشعيرة الدينية ، لتخاطب أمتها الإسلامية قاطبة ، كنموذج حضاري وممارسة تطبيقية على الأرض ، فأعداد الحجاج التي تتجاوز المليونين ، في فترة زمنية قصيرة ، كمدينة الثلاثة ليالي بمنى ، ومدينة الأثنا عشر ساعة بعرفات ، ومحطة مشعر مزدلفة ، إذ لا يتجاوز بقاء الحجاج بهذا المشعر سوى سويعات . فهنيئا لقيادة المملكة بهذه الانجازات الحضارية ، والتهنئة لمعالي وزير الحج والعمرة ، ولكافة قطاعات الدولة المعنية ، وفي مقدمتهم وزارة الداخلية وقياداتها الأمنية الميدانية ، بمتابعة وزيرها الشاب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف ، لتكتمل بقية الوزارات وفق اختصاص كل وزارة ، فوزارة الصحة بكوادرها الطبية ، ومرافقها الصحية في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة ، والمدن والمحافظات التي تمر بها مواكب الحجيج ، والحديث يطول عن هذه الانجازات ، وفق استراتيجيات التطوير على مدار العام ، ضمن دراسات وأبحاث ميدانية ، بأساليب البحث الأكاديمي ، بتعاون بعض الجامعات السعودية ، مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ، لتلافي الكثير من السلبيات السابقة. ولوزارة الإعلام الدور الأبرز في هذه الجهود ، بالنقل المباشر بمختلف اللغات الحية واللغات الأخرى التي يتحدث بها الحجاج ، لتسهيل المعلومة أمام قاصدي بيت الله الحرام ، باللغة التي يفهمها الحجاج ، إضافة إلى البرامج المشتركة بينها وبين إذاعات وتلفزيونيات العديد من المحطات العالمية ، أنها صورة إيمانية تتكرر في موسم حج كل عام ، تتابعها ملايين المشاهدين من دول العالم ، وكلهم ثناء على جهود المملكة وقيادتها السعودية المخلصة لدين الله ، بعيدا عمّا تلوكه ألسنة وأقلام من ساءت ضمائرهم بنظرات حاقدة ، حين يُبهرهم النجاح ويزيد من أحقادهم الدفينة ، وعذرا لكل جهة معنية قَصُرَتْ عنها مقالتي بالإشارة لإنجازاتها ، ويكفي تضافر جهودهم مجتمعة للارتقاء بهذه الرسالة الدينية السامية استجابة لنداء السماء.