وجدت نفسي هذا العام على غير الأعوام السابقة ، في اختياري لنوع حلاوة العيد ، التي اعتدت شراءها في كل عام ، هكذا فجأة وبعد سنوات طويلة ، اعتدت على ذلك النوع الأكثر مذاقا ، كما هو شأن الكثير من أرباب الأسر، حيث الازدحام في الأسبوع الأخير من رمضان ، بينما كنت أنهي متطلباتي بمكالمة مبكرة ، مع المسئول عن ذلك المحل المميز ، من ناحية الجودة ورقي التعامل الذي اعتدت عليه ، والذي جعلني استمر في التعامل معهم لفترة ليست بالقصيرة ، لأنني بطبعي لا أفضل الخروج في ليالي رمضان ، خصوصا في العشر الأواخر لكثرة الازدحام ، بعد أن تجاوزنا مرحلة الشباب التي كان فيها نزول شارع قابل بمدينة جدة ، يُعد شيئاً أساسياً ضمن متطلبات فرحة العيد ، وأصوات بائعي الحلوى في ذلك الشارع العتيق ، مع أنغام سيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم " الليلة عيد " . لهذا كنت أحرص على شراء حلاوة العيد ، قبل المناسبة بثلاث ليال قمرية ، والخروج بعد صلاة الظهر للتفرغ لما هو أهم ، ومع مرور الأعوام أصبحت عندي عادة مستحبة ، الشاهد في ذلك ليس مذاق الحلوى ذاتها ، ولا جودة صناعتها ولا أسعارها المتزايدة سنويا ، ولا سماحة أخلاق شبابنا السعودي ، المشاركين كمتعاونين في هذه المناسبة كل عام ، وهو ما تشكر عليه الشركات الوطنية لصناعة هذه الحلوى ، وهو ما يذكرنا وأبناء جيلي لذلك الزمن الجميل ، وأماكن التسوق في مدينة جدة المحدودة جدا ، وليس كما هي الآن حيث المولات والمعارض والمراكز التجارية ، التي تعددت باتساع هذه المدينة الحالمة ، التي أصبحت تمثل نكهة العيد الحقيقية ، لترحب بأبناء المملكة والمقيمين القادمين إليها من مختلف المناطق ، التي اتخذوا منها محطة للتسوق وأداء العُمرة والعودة للسكن فيها ، والاستمتاع بقضاء الإجازة وأيام العيد في أجمل فنادقها وأجنحتها المفروشة. ولي ولكم أن نتوقف كثيرا عند نوعية الخدمات ، ومستوى النظافة والمغالاة في الأسعار ، وكل ذلك يهون للقادمين إلى مدينة جدة ، للاستمتاع بما هو أجمل لمتعة الأطفال ، والتي هي حتما تجاوزت السّقف المعتاد في غلاء أسعارها ، ومستوى جودة الخدمة المقدمة ، التي كم تمنيت أن تكون هذه الخدمة بأيدٍ سعودية ، تسويقا وإشرافا وتشغيلا وأنظمة سلامة ، ومع هذا التفاؤل في القادم من الأيام النصيب الأوفر ، فالخدمة السياحية المقدمة ببصمة وطنية ، الهدف الأساس الذي قامت علية ركائز التنمية ، على أيدي أبناء الوطن فهم الأجدر لهذه المهمات ، والأكثر قرباً وفهماً وإحساساً وذوقاً وتعاملاً ، مع المواطنين وأسرهم خصوصا القادمين من خارج جدة ، لتلافي سلوكيات وممارسات خاطئة ، لا تتواءم مع ما وصلت إليه سياحتنا المحلية ، وتعزيز الأهداف والاستراتيجيات التي خططت لها هيئة السياحة ، لصناعة سياحة وطنية بمذاق حلاوة العيد وكل عام والجميع بألف خير.