منذ بدأت مشكلة اتهام النظام السوري باستخدام سلاح كيماوي في الغوطة، والغرب كعادتهم يبدأون اختلافاً فيما بينهم، هل استخدم الرئيس السوري السلاح الكيميائي ضد مواطنيه في الغوطة، أم لا، منهم من بدأ يناصر النظام ويبرئ ساحته، ويتهم من وجهوا ضربة عسكرية له، على أساس استخدامه لهذا السلاح، وجماعة أخرى تتهمه وترى أنه يستحق أن يضرب؛ لأنه سبق له أن عاقب شعبه بهذا السلاح، وأسلحة أخرى مدمرة، والحقيقة التي لا يجب أن تغيب عن الأذهان أن الدول التي اتهمته باستخدام هذا السلاح، هي تريد ضربه، لا لأنه ضرب جزءا من شعبه بهذا السلاح، بقدر ما هو موجه لروسيا التي تناصره؛ حتى وإن أفنت الشعب السوري، فهي تبحث لها عن موطئ قدم في المناطق الدافئة. وأن تجد قواعد لها تنافس قواعد الغرب، والحقيقة أنه لا يهمها أن تنصره، أو تنصر الشعب السوري، والطرف الآخر الذي قرر ضربه لا يريد بذلك نصرة الشعب السوري، وقد مضى عليه سبع سنوات يعاني من أسلحة دمار، لم تبق في بلاده حجراً على حجر. هدمت المدن والقرى ودمرت المزارع والطرق، بل وكل البنية الأساسية، واشترك النظام ومن يقاتلونه في ذلك برغبة جامحة للانتصار الذي لم يحصل ولن يحصل، وكلما توجهت الطائرات إلى سوريا تحمل سلاحها فتاكاً مدمراً، فلا أحد يريد أن يمنع عن هذا الشعب المستهدف بكل هذا الدمار، أي دمار يستهدفه، ولا يهمه ذلك، وإنما القصد أن ينتصر أحد الفريقين على الآخر أو على الأقل في الظاهر، مع الاتفاق على كل ما يجري بين الفرقاء، ثم نجد من يقول: إن بشار صمد في وجه عدوان ثلاثي؛ إحياء لذكرى عدوانا ثلاثي على مصر، ورغم البون الشاسع بين الحادثتين، وسوريا التي دمرت على مدى سبع سنوات لن يعيدها للحياة أن ينجح بشار في حرب وهمية مع الغرب أو الشرق، أو حتى مع داعش، ومن يستعين بهم بشار هم في واقع الأمر يخططون لاستعمار بلاده، فإيران إنما تريد أن تستعمر بلداً سنياً، وأن تسيطر عليه، وهي تعلن ذلك ومليشياتها تعمل لذلك ليل ونهار؛ لتغيير التركيبة السكانية، والتي هي اليوم في سوريا قد تغيرت كلياً، فالعرب السنة لم يبق لهم مدن ولا قرى، وحل محلهم شيعة مقاتلون، وعما قليل ينقلون عوائلهم إلى أحياء سنية في كثير من المدن، فإذا انتهت الحرب، تبدل سوريا كلياً؛ سكاناً وتاريخاً، وأصبح من يسكنونها( قوم )جاءوا ليحتلوها بمعونة جيوش وميليشيات متعددة، وسيصبحون هم السكان، وغيرهم من السوريين من السكان الأصليين، حلوا في أوطان أخرى سيتغيرون أيضا بعد زمن يطول، أو يقصر فإذا هم أقليات في عدد من البلدان الغربية، ولا أظن العراق أيضا بعيدا عن ذلك. أما في ليبيا فستنشأ إمارات تنعت بأنها إسلامية ، وهي مجموعات منافع تحتل أرضا، وتحصل على أموال تبدأ بها حياة في مدن، لم يعرفوها من قبل، والدول التي كان يخشاها الغرب أصبحت دولا مستأنسة، تمهد له الأرض ليحصل على كل ما يريد، عندما شجع ثورات لم يقم بها من يرى أن الثورة ضرورة لإقامة ديمقراطية أو عدل، وإنما ليمهد لدول تحقق مصالحها على أرض كانت في الماضي تستعمرها، واليوم تعود إليها دون أن تخسر شيئا، فالنظم التي سقطت إن لم يلتفت أهلها لما يراد لهم، فإنهم ضائعون ولاشك .. نسال الله أن يدرأ عن الجميع شراً قد انتشر. ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043 [email protected]