م.شاهر محمد رقام كان ذلك اليوم مميزاً جداً كما كان صباحه غاية في الجمال والروعة. نمت ليلتها مبكراً على عكس عادتي فاستيقظت قبيل الفجر او وقت السحر. كنت في غاية النشاط والسعادة والتفاؤل كأنها أول مرة أنام فيها. بعد أن أتممت كل استعداداتي، خرجت وكان الوقت لا يزال مبكراً. أديت ماكان علي أن أؤديه وخرجت إلى الشاطئ وجلست هناك ومعي بعض الأوراق أعبث فيها بقلمي علني أكتب ماينفع. فجأة ودون مقدمات رفعت عيني ونظرت وَيَا لروعة مارأيت. ماهذا؟ يا إلهي ما أجملها. لم أر قط مثل هذا الجمال. كنت أنظر إليها وهي تبتسم على استحياء. لم أستطع أن أقاوم رغبتي في النظر إليها فقد كانت ساحرة، فاتنة، شقراء كأنها شعلة، بيضاء كالثلج. تمشي الهوينا ولا تمانع نظراتي بل ترحب بها وكأنها تدعوني وتقول هيت لك فهممت بها على عجل فضحكت وتبسمت وقالت على رسلك. فسألتها من أنت؟ فقالت من خلق الله. قلت سبحان الذي خلقك فأبدعك. كم أنا سعيد برؤياك وكم هو جميل هذا الصباح وهذا المكان الذي رأيتك فيه. ضحكت ثم قالت وكأنك تنكرني فقلت معاذ الله، مستحيل أن أنسى هذا الجمال إن كنت قد رأيته. عبست قليلاً ثم قالت لي نحن نلتقي دائماً وأقضي معك معظم الوقت وإن كان بي عتب عليك أنك دائماً تتأخر عن موعدي وأظل أنتظرك طويلاً واليوم تدعي حبي وتلعب دور العاشقين معي فكيف يكون ذلك؟ حاولت أن أقنعها بشتى الوسائل أنني أراها للمرة الأولى وأنني لو رأيتها قبل ذلك اليوم لما عشقت سواها ولما نسيتها فهي بحق أجمل ما رأت عيني. ومن شدة إعجابي بجمالها وحسنها، دعوتها إلى العشاء. فضحكت وقالت هذا محال. أنا لا أخرج ليلاً أبداً. حاولت إقناعها واسترضاءها بشتى الوسائل ووعدتها بأن يكون الأمر مقتصراً على العشاء وربما رقصنا سوياً وأن تختار هي المكان الذي تحب وتطمئن إليه لكنها رفضت بحزم كل محاولاتي اليائسة. فأطرقت هنيهة كسير البال وفكرت في هذا الحظ السيئ. لماذا ترفض هذه الدعوة البريئة. ألا تثق بي؟ ألا تثق بنفسها؟ كل ما أردت، هو الأنس بقربها. وبينما أنا على ذلك الحال، أحسست بالجو يزداد سخونة فرفعت رأسي فإذا بها قد اصفرَّ لونها وتوهجت وزال عنها ذلك البياض الناصع. وإذا بها قد ابتعدت وارتفعت وأصبحت حرارتها لا تطاق. فآثرت الرجوع إلى منزلي قبل أن تصيبني بأشعتها القوية فيبدو لي أنها غاضبة مني أن واعدتها ليلاً. ومن يومها، أحرص على الاستيقاظ باكراً للاستمتاع بجمالها ورؤيتها وهي تشرق على الدنيا، فليس هناك منظر أجمل من شروق الشمس.