خلال "العطلة المدرسية" الاخيرة، ذهبت و أحد الاصدقاء الى جولة مفتوحة في كورنيش جدة الجديد، وهو الذي تم افتتاحه مؤخرا، وذلك بهدف الاطلاع والترويح وقضاء وقت في مزاولة رياضة المشي، والاطلاع على فعاليات مهرجان :" كيف نكون قدوة" ، الذي صاحب افتتاح الكورنيش العتيد. منذ ان قامت "أمانة جدة" قبل عشرات السنين بردم اجزاء بيئية طبيعية مهمة من سواحل جدة وشطآنها، في كورنيش مرجاني بالاساس يمتد على مسافة تتجاوز 100كم، "ومشاكل" هذه المناطق المختلفة تتوالي، مما هو "معروف" لنا جميعا ولا داعي للخوض فيه مجددا خاصة فيما يتعلق بحالة الكائنات البحرية وبيئتها المرجانية المميزة، سواء من حيث طبيعة وجودة هذه المناطق الترويحية السياحية، او من حيث ردم مناطق بيئية بطريقة عشوائية أسهمت في ظهور اشكاليات عديدة، لا زال يعاني منها كورنيش جنوبجدة وبحر الطين في قلب المدينة الحالمة على سبيل المثال. المهم انني وصديقي الشيخ نصار غديف المحمادي انطلقنا بعد عناء ومشقة لإيجاد موقف لسيارتنا، لم يتوفر لنا الا في الشوارع الخلفية شرق الكورنيش العتيد، وعلى مسافة ليس بالقصيرة من سيف البحر، ولعل شدة الإقبال والازدحام كانت سببا في ذلك.. عرجنا على الكورنيش الجديد من طرفه الجنوبي شمال "غبة عشرة" حيث مخاطر السباحة، والأمواج العالية، والدوامات البحرية الخطرة، وعند المتحف البحري ، وانطلقنا شمالا، حيث مئات العائلات ان لم يكن ألوف يفترشون العشب الاخضر اكثر من استخدامهم للكراسي الحجرية المتوفرة بأعداد لا بإس بها. ولوحظ توفر العديد من المرافق المهمة كالمساجد والفنادق الراقية، والأبراج السكنية العصرية، والمطاعم والحمامات، ونقاط العبور ومسارات المشي وبعض الإنفاق والكباري ، وجمال الحدائق الخضراء والنخيل الوارف، ناهيك عن تواجد وفعالية رجال الامن والمرور ومراقبي الامانه. كان الازدحام كبيرا، وكان إقبال الناس على الساحة الرئيسة للكورنيش والمهرجان ملحوظا كنا بدا لنا، وقد إحتوى المهرجان انشطة تفاعلية وتثقيفية متعددة سعدنا بمشاهدة بعضها ، والتي كما يبدو نالت استحسان السائحين المحليين والأجانب ، ولفت نظري وجود مضمار للجري وآخر لراكبي الدراجات والمشاة المتريضين.. الخدمات في كورنيش جدة الجديد جميلة وجيدة، وتعامل العاملين مع السياح راق ويشكرون عليه.. استمتعت وصديقي بأمسية بحرية جداوية جميلة، في كورنيش عصري نفخر به، وانشطة وفعاليات راقية.. ولكنا افتقدنا وجود أماكن للسباحة الآمنة خاصة للأطفال والشباب!؟ بالمجمل اصبحت مدينة جدة تفخر بكورنيش يضاهي غيره من المستويات العالية الجودة والإتقان.. ومع ذلك فنحن نطمح ونطمع في المزيد.. شكرا إمارة مكةالمكرمة شكرا محافظة جدة شكرا امانة جدة.. كورنيش يستحق الحضور والمتعة الاصطيافية الإيجابية