جُدَّة بوابة الحرمين... والميناء الرئيس لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية.. هي مدينة عريقة يعود تاريخها إلى عصور موغلة في القدم حتى أنه قيل: إنها كانت مسرحاً لحياة أم البشر السيدة حواء رحمها الله وأنها حاضنة لرفاتها. وهو امر يصعب نفيه و يصعب أيضا إثباته. كما أن كثير من المصادر تذكر أن قضاعة وثمود وغيرهم من العرب سكنوا في جُدَّة في فترات زمنية مختلفة . وهناك دلائل مادية وأخرى تاريخية تدل على سُكنى ثمود بجُدَّة وكذلك على استيطان قضاعة وغيرهم فيها . ومن مؤشرات سُكنى ثمود بجُدَّة إكتشاف رسوم قديمة في جُدَّة تدل على ذلك . منها نقش ثمودي تم العثور عليه في "وادي بويب" قرب جُدَّة وكان به تضرع لناقشه الثمودي إلى الله سبحانة وتعالى أن يمن عليه بالكمال والود والسلام , ويذكر فيه هذا الناقش الثمودي واسمه " ساكت بن يعيشن" , أن زوجه " جمأت" أو "جمعة" أصيبت بالحمى ويدعو لها بالشفاء ومن هذا وغيره يستنتج الأستاذ الأنصاري – رحمه الله – – وغيره – أن الثموديين نزلوا جُدَّة قبل قضاعة أو معها أو بعدها . وأن سُكناهم بمنطقتها التي منها وادي بويب، قد تكون سكنى استقرار وإقامة دائمة . ومن المعروف أن قضاعة سكنت جُدَّة بعد استقرار طائفة من ال " حواتين " قديماً في جُدَّة .. اتخذوا العرائش مساكن متواضعة لهم، ليأووا إليها بعد رحلات صيدهم في عرض البحر . ثم جاء قضاعة وأبناؤه وهم معد بن عدنان، على رأي، فأقاموا بهذه المنطقة وعرفوها وعُرفت بهم حتى أن أحد أبنائهم سُمى بها، وهو جُدَّة بن جرم بن رِبَان " بكسر الراء " وبعدها " باء مفتوحة مخففة فألف فنون " ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة . وقضاعة هو الابن الثاني لمعد بن عدنان على رأي بعض المؤرخين . وبين معد ورسول الله صلى الله عليه وسلم، تسعة عشر أباً . فإذا جعلنا معدل عمر كل واحد منهم أربعين عاماً فإن ذلك يعني أن جُدَّة كانت معروفة ومأهولة منذ القرن الثاني قبل الميلاد أو نحو ذلك .