جدة من أقدم المدن في التاريخ القديم، وعرفت منذ ما يقرب من 2500عام، وسكنها بنو قضاعة عقب انهيار سد مأرب عام 1115 ق.م، ويقال إن ثمود سكنت جدة قبل قضاعة لأنه عثر على نقش ثمودي في وادي بويب شمال شرقي جدة. ويعود تاريخها إلى ما قبل الإسكندر الأكبر الذي زارها حسب بعض الروايات ما بين عام 356 - 323 ق.م. وفي القرن ال16 بنى العثمانيون سورا من الحجر حول البلدة، لكي يحصنوها ضد الهجمات البرتغالية، وبدؤوا بأربع بوابات: باب شريف من الجنوب، باب مكة من الشرق، باب المدينة في السور الشمالي، والبوابة الغربية بمواجهة البحر الأحمر. وبعد توحيد السعودية عام 1351ه-1932، دخلت جدة حقبة زمنية جديدة ارتبطت باكتشاف النفط واستخراجه عام1359ه-1938. وبحكم موقعها الاستراتيجي أخذت بأسباب التطور الحديث، حيث أقيمت فيها المباني الحديثة والمنشآت العملاقة، كما بدأت مشاريع النقل، والاتصالات، والصحة، والبنية التحتية، والمرافق العامة خلال العقود الماضية بشكل كبير، وتغيرت معالم جدة من مدينة صغيرة وبسيطة إلى مدينة كبيرة تواكب عصر النهضة والتطور مع باقي مدن السعودية. وتتكون المدينة القديمة من ثلاث مناطق داخل الأسوار التي كانت تحميها من ناحية اليابسة، وهي: - محلة الشام: تقع إلى الشمال الغربي من المدينة واتخذ الأهالي هذا الجزء سكنا للتجار وأصحاب الشأن. - محلة المظلوم: تعد أقدم محلة تأسست في جدة وتقع في الشمال الشرقي من المدينة، وكانت أكثر أحيائها ازدحاما بالسكان. - محلة البحر: تقع في الجنوب الغربي وتعد جزءا من محلة اليمن لوقوعها في الجنوب، وتعد المنطقة سكنا للصيادين والبحارة وأصحاب الحرف الصغيرة. وتنقسم أحياء جدة إلى ثلاثة أقسام رئيسة وهي: الشمالية والوسطى والجنوبية، وكلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب تزداد عراقة الحي.