هو من الجيل الذي عاش في زمن الحكواتي وقصص العنترية وسيرة ابو زيد الهلالي وسيف ابن ذي يزن كان عاشقاً لعنترة بن شداد العبسي وصولاته وجولاته وترنحه من علي فرسه. لا تخلو جلساته من سيرة عنترة وجاءت له الفرصة ليري عنترةً بعينيه عندما سمع عن فلم (عنترة ) فبادر بالذهاب الي سينما (السكران ) في طلعة (المظلوم ) وأخذ كرسياً في الصف الاول ليكون الأقرب الي بطله عنترة تفاعل مع قصة الفيلم وكأنه حقيقة ماثلة امام ناظريه حتي جاء مشهد فرج بن همام وأسره ل (عبلة ) قائلا لها خلي هذا الاسود ينقذك من الأسر. هنا نهض عقيل والغضب يملأ وجهه و إنتفخت أوداجه و إحمرت عيناه و توجه نحوفرج بن همام في شاشة العرض قائلا له بصوت مرتفع "دحين يجيك يا…. و يا…. و يا…. هيا أستنا هنا لاتشرد ……" وعندما أتى عنترة لإنقاذ عبلة أخذ يصفق ويشجع و يقول لفرج "جاك الموت يا تارك الصلاة" وحين قتل عنترة فرج بن همام، كان في غاية الفرح وتوجه مرة أخرى إلى شاشة العرض ووجه كلامه إلى بن همام قائلاً " ها شفت كيف درمغك يا نذل" وقام يحيي عنترة ويصفق له ويقول "نعم، رجال وسيد الرجال" ليضيف رونقاً علي الفيلم وسط ضحكات وتعليقات الجمهور. كان في كل يوم يذهب الي ذات المكان ليسأل هل سيعرض فيلم عنترة فيكون الجواب بالنفي. فيرجع الي مركازه بالقهوة. كان عّم عقيل علي باب الله كما يقولون، تراه مرة يبيع السوبيا في رمضان حيث بسطته علي رصيف الشارع الجديد قريبا من (فرن الشيخ) وأخري مراقب البلدية في بخشة باب جديد التي أضحت جافة حاشفة ناشفة بعد توليه امرها فلاعلاقة له بالحدايق. … وتمضي به الايام ليعيش مع المرض حتي أدركته الوفاة لتفقد حارة الشام جزءا من مكوناتها وحراكها الاجتماعي من خلال هؤلا البسطاء الذين اثروا ازقتها وبرحاتها ومراكيزها بمعاني الطيبة و العفوية والابتسامة.