قام دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امس بوضع حجر الأساس لمشروع الطريق العربي السريع ( مديرج تعنايل ) الممول من حكومة خادم الحرمين الشريفين والصندوق السعودي للتنمية وصندوق الأوبك وذلك بتكلفة 152 مليون دولار أمريكي . حضر حفل وضع حجر الأساس وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي و نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان عادل بن عبد الرحمن بخش وممثل المدير العام لصندوق الاوبيك للتنمية الدولية مدير منطقة آسيا محمد بوخضير ورئيس مجلس الإنماء والاعمار اللبناني نبيل الجسر وعدد من رجال الأعمال والمسؤولين اللبنانيين . وألقى نبيل الجسر كلمة نوه فيها بما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم ومؤازرة للبنان في إعادة بنائه . وشكر الجسر المسؤولين عن هذا المشروع الحيوي وخاصة الصندوق السعودي للتنمية وقال إن الصندوق لم يتوان يوما عن مد يد العون للبنان والتعاطي معنا تعاطي الشقيق مع شقيقه وليس كمصدر تمويل مع مؤسسة عامة . ثم ألقى نائب الرئيس العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف البسام كلمة عبر فيها عن سعادته بالمشاركة بوضع حجر الأساس للطريق السريع الذي سيسهم في عملية الاتصال والتواصل بين المناطق اللبنانية الشمالية والجنوبية والوسطى ويربط لبنان بالدول العربية . وقال / ليس وليد الصدفة أن يخصص ثلث إجمالي المساعدات التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بتقديمها للبنان الشقيق لبناء وإعادة تأهيل وتحديث هذا القطاع المهم في جميع المناطق اللبنانية تحقيقا لمبدأ التنمية المتوازنة في كافة ربوع هذا البلد الشقيق وقد سبق وان اكتملت عدد من مشاريع الطرق الرئيسية والجسور المهمة سواء في بيروت أو خارجها مثل الطريق السريع الجنوبي والشمالي / . وأشار البسام إلى انه وبالإضافة إلى الاهتمام بقطاع النقل قامت المملكة بتمويل وانجاز تنفيذ مشاريع كبيرة ومهمة في قطاع الصحة تعمل حاليا ويستفيد من خدماتها جميع اللبنانيين مثل مستشفى بيروت الحكومي ومستشفيات أخرى في كل من تبنين والهرمل وصيدا وسبلين وزحلة بالإضافة إلى إعادة تأهيل وتحديث مستشفيين آخرين في كل من طرابلس وبشري . وأضاف أن قطاع التعليم قد حظي أيضا بنصيب وافر من مساهمات المملكة في تمويل وإنشاء المدارس الحكومية الحديثة في جميع المناطق اللبنانية ومباني كليات الجامعة اللبنانية في فروعها في الحدث والفنار وطرابلس هذا بالإضافة إلى مشاريع مياه الشرب ومياه الري والمشاريع الخدمية الأخرى. وأردف البسام / إن للبنان مكانة خاصة لدى المملكة حكومة وشعبا وتقف المملكة دائما مع لبنان في جميع الظروف وقد كان للمملكة مساهمات كبيرة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الغاشم على لبنان صيف العام 2006م . وختم كلمته بالقول / إن العلاقات المميزة بين بلدينا قديمة وراسخة وللبنان مكانة مرموقة لدى المملكة حكومة وشعبا مشيرا إلى أن دور الصندوق السعودي للتنمية المستمر في لبنان يأتي في ظل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على كل ما من شأنه إعادة الازدهار والاستقرار إلى ربوع هذا البلد وتوطيد أواصر الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين / . كما ألقى ممثل المدير العام لصندوق الأوبك للتنمية الدولية مدير منطقة آسيا محمد بوخضير كلمة رأى فيها أن المشروع ذو أهمية خاصة لدى الحكومة اللبنانية كونه يشكل جزءا هاما من برنامج أداة لتحسين البنية التحتية في لبنان ويُعد حلقة وصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي ومن المتوقع أن يعود هذا المشروع على لبنان بمنافع كبيرة كونه سوف يسهم بتأمين شبكة طرق مرتبطة بالأسواق العالمية ومن ثم فهو يُعد من الآليات المهمة للحد من الفقر ودعم التنمية المستدامة مؤكدا التزام أوبك بكل ما وعدت به في سبيل تنفيذ المشروع. كما ألقى وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي كلمة نوّه فيها بدور المملكة العربية السعودية في دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في الملمات قائلا / ما هذا اللقاء اليوم إلا خير دليل على أن ثمة أشقاء عرب يقفون إلى جانبنا وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب لبنان وحمت أمنه واستقلاله واستقراره الاجتماعي والمالي والاقتصادي واحتضنت أبناء لبنان في أصعب الظروف وهي اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود متفانية لحماية لبنان وتأمين سلامته واستقراره وتطوير كل قطاعاته. فشكرا للمملكة لكل ما قامت به تجاه لبنان /. وتحدث دولة رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة فأوضح أن هذا المشروع والهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية للبنان بعد عدوان يوليو إضافة إلى مبلغ الخمسين مليون دولار المخصصة لأعمال الإغاثة السريعة التي بلغت حتى الآن 500 مليون دولار أميركي . قد جرى تخصيصها لإعادة إعمار المناطق المتضررة في المباني والجسور. وبيّن أنّ هذا المشروع يمتد من منطقة المديرج إلى تعنايل وتبلغ قيمته 152 مليون دولار والصندوق السعودي للتنمية كان قد أسهم في تمويل هذا المشروع في وقت سابق بقيمة 45 مليون دولار بموجب قرض ميسر كما أن صندوق أوبك قد تقدم بمبلغ 15 مليون دولار على شكل قرض ميسر إضافة إلى ذلك ولتغطية عجز التمويل جرى تخصيص مبلغ 40 مليون دولار أميركي من أصل رصيد الهبة السعودية المخصصة للمشاريع التنموية في لبنان مما جعل إجمالي المبلغ المتوفر لهذا مشروع 100 مليون دولار أميركي على أن يجري تأمين الرصيد المتبقي البالغ 52 مليون دولار بموجب قرض ميسر من الصندوق السعودي للتنمية لتمويل قسم منه يمتد من منطقة المديرج إلى جسر النملية وأن الاتفاق تم توقيعه مع الصندوق السعودي للتنمية/. وقال الرئيس السنيورة // إن الواجب والوفاء يقضيان أن يعرف اللبنانيون ما قدّمته المملكة للبنان من مساهمات مالية مباشرة تقدر ب 2.5 مليار دولار نصفها عبارة عن منح والنصف الآخر عبارة عن قروض ميسرة وذلك منذ العام 1980م. إضافة إلى الودائع المالية في مصرف لبنان والتي قُدمت في أكثر من فترة زمنية كما يضاف إليها مبلغ المليار دولار المودع في مصرف لبنان الآن وكل ذلك لنهضة لبنان كما هناك مساعدات مختلف المؤسسات المالية الدولية التي تدعمها المملكة العربية السعودية كأوبك وبنك التمويل العربي والتي بدورها تدعم إعادة إعمار لبنان . وعبر دولة رئيس وزراء لبنان عن بالغ الشكر لكل من أسهم في دعم هذا المشروع وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود // التي حرصت على الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في كل المراحل الصعبة التي مر بها //. ثم قام الرئيس السنيورة بوضع حجر الأساس للمشروع وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية. كما أوضح القائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان عادل عبد الرحمن بخش أن احتفالنا اليوم بوضع حجر الأساس لمشروع الطريق السريع / المديرج تعنايل / الذي تموله حكومة خادم الحرمين الشريفين والصندوق السعودي للتنمية وصندوق الأوبك يأتي في إطار التعاون الوثيق بين حكومتي المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية. وقال في تصريح صحفي عقب حفل وضع حجر الأساس إن هذه المناسبة تعبر بجلاء عن الروابط الوثيقة بين البلدين الشقيقين وعن مدى الاهتمام والدعم المستمر اللذين توليهما حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لدعم برامج التنمية وإعادة الإعمار الذي تنفذه الحكومة اللبنانية تهدف من خلاله إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي لشعب لبنان الشقيق . وأشار بخش إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن قائمة مشاريع إنمائية يبلغ عددها 44 مشروعا في قطاعات مختلفة كالطرق والصحة والتعليم والمياه والزراعة تمول بمساعدة من حكومة المملكة العربية السعودية عن طريق الصندوق السعودي للتنمية بلغ اجماليها / 1.004/ مليون ريال سعودي أي ما يعادل / 374 / مليون دولار وقد اكتمل منها / 28 / مشروعا تعمل الآن ويستفاد من خدماتها بشكل واسع وجاري تنفيذ / 8 / مشاريع سوف تكتمل بنهاية العام الحالي 2009م وهناك خمسة مشاريع جديدة جار طرح مناقصاتها وثلاثة مشاريع تحت الدراسة بالإضافة إلى ما التزمت به حكومة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر باريس 3 من تقديم قروض عن طريق الصندوق بمبلغ ألف مليون دولار لتمويل مشاريع إنمائية جار بحثها مع مجلس الإنماء والإعمار. وتوقع أن يعود هذا المشروع على لبنان بمنافع كبيرة كونه يسهم بتأمين شبكة طرق مرتبطة بالأسواق العربية ومن ثم العالمية . ويتكون مشروع الطريق العربي السريع // الاوتوستراد العربي // / المديرج تعنايل / من ثلاثة مسارات في كل اتجاه بطول 20 كلم يمتد من المديرج إلى تعنايل مرورا بشتورا سيكون من شأنه حل المشكلة الدائمة المتمثلة في اختناق الطريق الحالي وسيسهم في تسهيل حركة النقل والتنقل بين بيروت وجميع المناطق اللبنانية كذلك الاتصال والتواصل بين لبنان والبلدان العربية. وسيستغرق العمل في المشروع حوالي 5 سنوات تشمل أشغال إنشاء الطريق السريع بين المديرج - شتورا - تعنايل المؤلف من ثلاثة مسارات للسير وكتف في كل اتجاه، بطول 20 كيلومترا يتضمن عددا من المحولات لربط الطريق بالمناطق المحيطة وثلاثة جسور ضخمة وستة ممرات سفلية وتسعة ممرات علوية والأعمال الترابية (حفر وردم) ومنشآت تصريف المياه والعبارات وإقامة الأكتاف الصلبة على جوانب الطريق فضلا عن تركيب الحواجز الحديدية وإشارات السير التوجيهية وأشغال للوقاية والسلامة العامة.