اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المملكة محطته الأولى في زياراته الخارجية وما تحمله من دلالة لزيادة فعالية مستجدات التقارب في وجهات النظر والأهداف المشتركة بين البلدين لما بينهما من علاقات تاريخية واقتصادية متينة إلى جانب ما تتمتع به المملكة من احترام وتقدير لمواقفها وأدوارها الإيجابية المشهودة على كافة المستويات الإقليمية والعالمية. هذا الاختيار لم يأت اعتباطاً إنما بني على معطيات تؤكد قوة المملكة وريادتها وزعامتها ليس على المستوىى الإقليمي فقط بل على المستوى الدولي باعتبارها نموذجاً فريداً لدولة تتشرف برسالة عظيمة لسعادة البشرية جمعاء وترتكز على ثوابت وأسس قوية وتنتهج سياسة ناجحة على الصعد كافة مما يشكل رداً عملياً على كل من يشكك أو يزايد على مواقفها في صناعة الأحداث أو يدعي توظيف إمكانياتها لتحقيق مكاسب أو نفوذ هنا وهناك كما يؤكد عملياً قدرتها على تنظيم وإدارة الأحداث مهما بلغت درجة أهميتها وتوفير كل متطلبات النجاح لها وفي وقت قياسي كما هو الحال مع القمم الثلاث ويشهد لها تجاربها في استضافتها لاجتماعات المنظمات والمجالس الإقليمية والدولية وإدارتها للحشود في موسمي العمرة والحج إضافة إلى كونها محط أنظار قادة العالم. وفي ذات السياق وفي بادرة هي الأولى من نوعها على امتداد تاريخ العلاقات العربية والإسلامية والأمريكية يلتقيي الرئيس ترمب قادة ورؤساء وفود أكثر من (50) دولة عربية وإسلامية في قمة تشكل سابقة وتحولاً عميقاً في مسار العلاقات الدولية لمواجهة التحديات التي تهدد الاستقرار والأمن وتعيق التنمية والتعايش السلمي بين الشعوب وعلى رأسها قضايا التطرف والغلو والإرهاب حيث تشهد الزيارة افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف وتنظيم "منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب" . ويمثل هذا اعترافا دوليا بإنجازات المملكة غير المسبوقة في مكافحة هذه الآفة الخطيرة بتوجيهات خادم الحرمينن الشريفين ، حفظه الله، وإشراف ومتابعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي بذل ويبذل أقصى الجهد حتى أضحت بلادنا مضرب المثل والمرجعية في الأمن والاستقرار وسبل بلوغها والتعاطي مع متطلباتها. ومن هنا يمكننا القول أيضاً إن اختيار الرياض كان موفقاً لمكانة المملكة العظيمة على المستوى العربي والإسلاميي والدولي وتجدد القمم النموذج الأحدث لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رعاه الله، في توحيد الصف وجمع الكلمةة لأمته العربية والإسلامية ورتق نسيجها الاجتماعي الذي يتجلى في أروع صوره في هذا المجهود الضخم بدعوة قادة الأمة للقاء رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في العاصمة الرياض للاتفاق على شراكة استراتيجية لما فيه خير الشعوب واستقرارها وتطورها وقد سبق ذلك الخطوات الخلاقة لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، في زيارته لأمريكا التي مهدت لهذه الزيارة التاريخية والقمم الفريدة التي سيكون لها ما بعدها في المجالات الاقتصادية والسياسية وتصويب الانحرافات والمتغيرات الدولية في المنطقة بتعزيز التعاون بين التحالف العسكري الإسلامي والتحالف الدولي لمحاربة داعش والقضاء على الإرهاب الذي لا وطن ولا جنس ولا دين له والمضي قدماً لبناء علاقات فاعلة لتبادل المصالح والمنافع والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. عبد الحفيظ عبد العزيز قاري